ستبقى بلادنا محصنة ضد الفتنة المذهبية ¿

يمكننا استدعاء كل الصفات والنعوت المذمومة وإلصاقها دون تردد بالمجرمين الذين أزهقوا أرواح الأبرياء وسفكوا أطهر الدماء في مسجد بدر ومسجد الحشحوش  وهم يؤدون صلاة الجمعة والذين اغتالوا غدرا وعدوانا الكاتب الكبير والصحفي القدير الشهيد عبدالكريم الخيواني يرحمه الله رحمة الأبرار مستهدفين بذلك الشعب كله وجوده وأمنه واستقراره  ووحدته الوطنية الراسخة وحياة أمة وسطية بكاملها عقيدة ورسالة حضارية وإنسانية سامية.
إن كلمات الشجب والاستنكار والإدانة لا تكفي أبدا بالنسبة لكل أبناء الوطن والشخصيات الوطنية والاعتبارية أينما كانوا في الدولة وفي كافة تكوينات المجتمع المطلوب هو العمل المطلوب هو الاصطفاف الوطني الشامل لمواجهة الإرهاب في كل صوره وأشكاله وإفشال مخططات الفتنة الطائفية والتناحر المذهبي الذي يراد زرعه في بلادنا الطيبة المباركة والمحصنة بالإيمان والحكمة ويقظة الشعب وتماسكه ومؤسسته الوطنية الرائدة القوات المسلحة والأمن.
ومع إدراكنا بأن الحروب المذهبية والأهلية تهديد للوجود وتدمير لجوهر الحياة ومكوناتها الأساسية وتمزيق للروابط الوثيقة للعقيدة الدينية وللوحدة الوطنية ومسخ للإنسان في هيئات أخرى لا صلة لها بالآدمية كما هي صفة وحالة مرتكبي الجرائم الإرهابية والذين لا عاصم لهم من دين أو أخلاق أو آدمية ولا أدنى المشاعر الإنسانية والدليل الأكبر على ذلك أن جرائمهم ترتكب عمدا وقصدا ضد الحياة وكل صور الحياة ورموزها الحية المعطاءة من المدنيين والعسكريين والأمنيين وغيرهم من الأبرياء وفي كل مكان في الطرقات الآمنة والمساجد والمستشفيات والميادين العامة والساحات بل وضحاياها في بيوت الله أو خارجين من بيوت الله بعد أداء الصلاة!!
إöلا  أن الخطير جدا في الجرائم الإرهابية الغادرة التي استهدفت المصلين الأبرياء والآمنين في بيت الله في مسجدي بدر والحشحوش  في العاصمة صنعاء والتي تم إفشالها في مدينة صعدة تصب في هذا الانحدار وهي انكشاف لوجه من الاستهداف المذهبي الخبيث ضمن تنفيذ مخطط الفتنة المذهبية والأهلية والاحتراب الطائفي والمناطقي التي يراد لها أن تستشري في بلادنا وكما صارت تروج له العديد من الوسائل الإعلامية بصورة مقصودة وأخرى بسذاجة واضحة !
وقد كنا وما زلنا نعتقد حتى يوم الجمعة الماضية الدامية والمروعة للضمير الوطني بأن بلادنا محصنة بالإيمان والحكمة ضد الفتنة المذهبية أو الوقوع في براثن الصراعات الطائفية غير أن  أيادي أبالسة الشر والمجندين  لنشر وتوسيع جرائم الفتنة  لتحرق بنيرانها الجهنمية المزيد من الأقطار العربية حتى تلك المحصنة منها مثل بلادنا إخترقوا ذلكم التحصين وارتكبوا تلك الجرائم الغادرة ونفذوها بمكر شديد ووصلوا إلى العمق الخطير كما أشرنا سابقا ويا للفاجعة الطامة والكارثة الغادرة التي روعت كل اليمنيين شوافعهم قبل زيودهم أبناء جنوبهم قبل شمالهم ليعيش الوطن اليمني الواحد  عاصفة من الحزن العارم والغيض المكتوم والقلق المرعب الذي نأمل ونطالب بأن تدفع الجميع إلى اليقظة العالية لذلكم المخطط الخبيث الذي فتك ودون رحمة أو هوادة بالعديد من الأقطار العربية وما يزال يطوح بما تبقى منها في سفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير المقدرات والعصف بكل صور الحياة !!!
إن اليقظة التي ندعو لها ونطالب بها تتوجب عاجلا ضبط النفوس والإصرار على تحكيم العقل والمصلحة العليا للشعب والوطن وتأكيد الإيمان الصادق بالحوار والالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في بوتقة الحوار وتوحيد الصفوف في التصدي لقوى الإجرام الإرهابية ومواجهة كل أدوات الفتنة بيد واحدة وعلى قلب رجل واحد في ظل تفعيل اتفاق السلم والشراكة الوطنية وحسب ما يقتضيه صدق الالتزام والتنفيذ من قبل الجميع !
وحتما فإن بلادنا بتحقيق ما أشرنا إليه سوف تنتصر على مخطط الفتنة المذهبية المفضوح وحلقات الحرب الطائفية وسوف يبوء ذلكم المخطط العدواني الخطير بالفشل الذريع بإرادة الله عز وجل وبيقظة كل أبناء الشعب في شمال الوطن وجنوبه ومؤسستهم الوطنية الرائدة القوات المسلحة والأمن وتمسكهم بما يوجبه الإيمان وتمليه الحكمة ولتبقى بلادنا محصنة ضد الفتنة المذهبية والحروب الأهلية !!!
طوبى لجميع الشهداء:-
طوبى لكل الشهداء
طوبى لهم بنعمة العروج للسماء
وقد دنت منازل الفردوس لاحتضانهم
 والاحتفاء
مجلة قدسية اللقاء
يوم أرتقوا بآية السمو والبهاء
إلى مصاف الانبياء
* * *
طوبى لهم في رحلة الخلود والبقاء
من مثلهم في صفوة الأحياء
منعمين عند ربهم بأكرم الأسماء
وأفضل الأحوال والآلاء !!!
وهم هنا وفي حياتنا رموز عزنا و مجدنا
وجودنا بفضلهم يشع بالآمال والأحلام والضياء
وأصدق الدرس في معاني الولاء.. والوفاء
والبذل والفداء
* * *
و المجرمون لن يظل بغيهم ليزهق الأرواح والدماء ?

قد يعجبك ايضا