عبدالكريم الخيواني ..فارس الصحافة ..لم يرحل

خرج اليمنيون صباح الثلاثاء الماضي بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية والعمرية إلى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في موكب وداع الزميل الصحافي والكاتب السياسي عبدالكريم محمد الخيواني إلى مثواه الأخير حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشهيد جار الله وسط فيض من مشاعر الحزن والأسىوذلك بعد أسبوع  من استشهاده برصاصات غادرة صوبها أعداء الكلمة الحرة نحو رأسه ظهيرة الأربعاء قبل المنصرم أمام منزله في شارع هائل ليفارق الحياة وهو في قمة عطائه . وهو يدافع عن هموم شعبه وأعز قضايا وطنه في الحرية والسلام والوحدة والعيش المشترك.       
ولربما ظن قتلة الخيواني عبدالكريم  أنهم اغتالوه ..واسكتوا صوته الهادر  وقصفوا قلمه المتوهج وقضوا عليه .. وفي الواقع انهم بفعلتهم الشنعاء تلك كرموه إذ سقط شهيدا في ميدان الشرف والكرامة والرجولة ولم يمت على سريره ولعلها من عجائب القدر ان يغيبه الموت في الذكرى الرابعة لجمعة الكرامة التي فجع بها اليمنيون في الثامن عشر من مارس 2011 يوم حصدت الرصاص حياة  53شابا وشابة من طلائع الثورة السلمية . كما كان رحيله مدعاة لإثارة الاهتمام الشعبي من أقصى اليمن إلى أقصاه به شهيدا للحرية بمثل اهتمام زملائه وأصدقائه ومحبيه وكل قرائه به حيا.
ولربما ظن قتلة الخيواني عبدالكريم  أنهم اغتالوه ..واسكتوا صوت الحق والحرية.. وفي حقيقة الأمر مثل رحيل الخيواني خسارة فادحة منيت بها صاحبة الجلالة وفي قلبها الصحافة الحرة  أحد اكبر فرسانها وفقد الوطن واحدا من أشجع الرجال في هذا الجو العاصف بالمستقبل وفي خضم  تفاعلات ارتدادات الأزمة السياسية وقد بلغت اليوم أعلى درجات الخطورة لم نعهدها على هذا المستوى من قبل..نعم غاب نجم الخيواني في مرحلة عصيبة كان فيها اليمن أشد حاجة الى صوته المؤثر وقلمه الجريء ومواقفه الوطنية ضد الاحتراب الداخلي بين أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة والضنك المشترك.وتأكيده على نبذ القوة واعتماد نهج الحوار الصادق والمسؤول كطريق خلاص وطني يقود سفينة اليمن إلى شاطئ الأمان .
ومع ذلك سيبقى اسم عبدالكريم الخيواني لامعا في الساحة السياسية وعلى صدر صفحات الجرائد السيارة وعلى شاشات الفضائيات والصحافة الإليكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وفي سطور ما كتبه من مقالات وأحاديث تلفزيونية ومداخلات ألقاها في المؤتمرات وغيرها من الأعمال الإبداعية التي عبر فيها عن رؤيته لمجمل القضايا المتصلة بوطنه  وتركيزه في آخر كتابته على رد الاعتبار والاعتذار  لجنوب الوطن وبناء الدولة المدنية العصرية التي تنهي أطماع مراكز القوى التقليدية وإخطبوط الفساد وتزيل أوجاع اليمنيين ومظاهر الفقر والاستلاب ..دولة يشعر في ظلها اليمني أينما كان ..في أي قرية ومنطقة ومدينة ومحافظة انه بحق أخ في المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في إدارة شؤون بلده يتمتع بكل الحقوق المكفولة له في جل المواثيق والمعاهدات والدستور.. دولة لا مكان فيها للتمييز بين أبناء اليمن ..ولا احتكار للسلطة والاستئثار بالثروة من قبل فئة أو قبيلة..دولة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى توظف مقدرات البلد لخدمة الشعب دون سواه تعمل مؤسساتها على ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وإشاعة روح المحبة والتسامح وتكريس الثقافة الوطنية …دولة ديمقراطية يشعر فيها  المواطن انه يمارس حريته وحقه  في الاختيار هذه إشارات مضيئة ظل الشهيد يرفعها حتى آخر دقيقة من حياته .
تذكر الناس وأصدقاء طفولته وصباه وشبابه في الساعات الثقيلة الفاصلة بين اغتياله الغادر والجبان وبين خروج تشييع جثمانه في موكب كبير يليق بالراحل الكبيركل سيرته من يوم مولده في مدينة تعز عام 1965 وحتى لحظة الاعتداء على حياته في صنعاء يوم الثامن عشر من آذار 2015 بماذا كان يحلم في طفولته ..اهتماماته الثقافية في حياته التعليمية في مدارس تعز وحتى التحاقه بجامعة صنعاء طالبا للعلوم السياسية ..وبماذا اشتغل بعد تخرجه ..وماذا قال .. وكيف..وكم سهر ..ما هي ابرز المعارك الصحفية والسياسية  التي خاضها من اجل القضايا العامة وأجمعت كلها تحت عنوان واحد الانتصار لحقوق الإنسان والحلم بوطن .
تعود معرفتي بالراحل العزيز إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي ومن حينها كنت التقي به بين الفينة والأخرى ..كانت الصحافة هي جوهر حديثنا في كل مرة ..أتذكراننا التقينا في نهاية 2004 حين كان رئيسا لتحرير صحيفة الشورى الأسبوعية الصادرة عن  اتحاد القوى الشعبية ..يومذاك دار نقاشنا حول  ما يتعرض له من هجمة شرسة من قبل بعض الصحف على خلفية كتابته وهجومه على  رأس النظام  وحرب صعدة الأولى إلى ما وصلت إليه الصحافة من انحدار مريع وتطرقنا إلى السبيل في كيفية الارتقاء بالمستوى الصحفي واحترام المهنية وحقوق الزمالة .
يومها سألني عن  فت

قد يعجبك ايضا