خواطر.. تعز ابتسامة وضاءة

كلما استقبلتني تعز بتلك الابتسامة الوضاءة .. قلت لها صباح الخير كلما سرت في شوارعها .. وتوغلت في حواريها .. تنسمت عبق التاريخ ونفحات من الدين .. قلت السلام عليكم.
جامع المظفر .. الأشرفية .. جامع عبدالهادي السودي.. لا يزال الباب الكبير .. وباب موسى حارسين أمينين على تعز القديمة وشاهدين على عظمتها.
الجحملية ..  حوض الأشراف .. الضبوعة .. الاجينات .. المستشفى الجمهوري .. صالة .. عصيفرة .. أحب المدينة بكل ما فيها وما عليها .. أقف في المجلية .. خلفي جبل صبر واتطلع على تعز من علو شاهق .. خلفي الجبل .. وعلى يميني الجبل الأحمر .. (جبل القاهرة).. تأخذني المدينة إلى عواصم أخرى .. وينزاح التاريخ أمام عيني.
كلهم مروا من هنا .. الأيوبيون .. الرسوليون ( بني رسول).. الاتراك وبيت حميد الدين.
عانقوا اللحظة الثورية
كم مرت على المدينة أحقاب .. وكم دقت على رأسها طبول¿ .. في شوارعها وحواريها قصص تروى وحكايات تقال .. يختلط الحاضر بالماضي بالمستقبل مدينة أبناؤها تقدموا الصفوف .. وعانقوا اللحظة الثورية .. تفاعلوا وانفجروا .. وأضاءوا اليمن كل اليمن .. شاركوا في ميلاد الغد .. ,عملوا على المشاركة في صنع التاريخ .. تاريخ اليمن المعاصر في شارع 26 سبتمبر .. من مدرسة الثورة – الأثرية سابقا – كانت شرارة المظاهرات الطلابية الثورية قد خرجت منها يومها اشعلوا الدنيا من نفس شارع سبتمبر الثورة .. مرت منه طلائع الثورة والجمهورية .. الحرس الوطني .. وطلائع المقاومة الشعبية .. مر منه علي عبدالمغني .. والسلال وعبدالرقيب عبدالوهاب .. وعبدالغني مطهر .. وعيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل .. وقحطان الشعبي .. وعبدالقادر سعيد .. والدكتور عبدالسلام الدميني .. وغيرهم من المناضلين الأحرار.
دماء جديدة
تعز تتجدد كل يوم .. تفيض دماء جديدة لليمن.
منذ أن ولدت من رحم المعاناة .. كانت جمل المحامل .. أعطت الكثير ولم  تأخذ إلا القليل .
إنها تتجدد كل يوم منذ أن كانت منذ لحظة الميلاد .. ولدت محملة بعبق الياسمين .. وقوارير العطر ونهر العسل.
عندما يتساقط الغيث على المدينة .. تنمو على السفوح زهور الخوعة يتضمخ الجو بعطرها .. وتتمشقر الصبايا.

قد يعجبك ايضا