لحظة يازمن..قراءات
محمد المساح
الإصغــاء
.. «بين حين وآخر (وأقرأ هنا بين عام وآخر) أصغي إلى نبض قلبي.. أتحسب ما قلته لعبة أو مجاز¿».
أقول: أحاول أن أتثبت من نبض قلبي وأن أرهف السمع أجلس مسترخيا والنوافذ محكمة لا هدير محرك السيارة لا رياح ولا مطر يتمرغ فوق الزجاج المضاعف..
أسبل جفني أرخي ذراعي أرهف سمعي: أدق.. أدق.. أدق.. وأخفض رأسي يسارا فيلمس حنكي قميصي الطري الذي ابتعته أمس يا قلب يا قلب أي الرفيقين نحن¿ في كل عام تحدثني مرة فأرد عليك السلام.. الكلام.. الحياة المؤجلة الآن أسمع صوتك نبضك.. كالبوق..
أهي سرايا الخيول التي تتقدم في السهب¿ أم هو بوق النشور¿
.. «أنا منتظر ما يمحوه الليل اختفت الزرقة منذ الآن ولست أرى إلا طيرا مسكنه سقف القرميد.
ستمسي كل سقوف القرميد رمادا وستلبس حتى سيارات الحي حدادا تلبس حتى الأشجار سودا ملتبسا من ستغني¿ هل أرهف سمعي للرعد بأرض أخرى¿
اختفت الزرقة هاهو ذا الليل الماضي كل الأفواف المغلق.. كل الأفواه الهابط كالرمل البركاني على الأمواه..
الليل المعلن هذا الليل
المعلن والملعون
القاتل والمجنون
الليل السيد هذا الليل
الليل الأبيض هذا الليل
الليل النصل
الصل.. الصافر
ليل قطارات القتلى المشحونين
إلى قمر الكثبان
اختفت الزرقة.. والليل يغور أعمق حتى من تهجئة الديجور.
(أشعار سعدي يوسف)