…نبدو مستسلمين ¿
ن ……………والقلم
يخيل اليك وأنت في الشارع , في سوق القات , في المقيل , في جلوسك إلى نفسك , وفي مراحل غياب اليقين حالة استسلام عامة والناس معذورين , فتجلس إليك كثيرا , معظم الوقت لا تجد إجابات عن أسئلة كثيرة , تعلقها حتى تتراكم , فتنفجر عليك , وتذهب أشلاء , لا يهم , كله سواء , لا أريد أن أشيع اليأس , لكن ماذا يعني أن يأتي أليك صديق يقولها عبارة واحدة ويذهب (( ليتني أنام ولا أصحو أبدا )) , لكي لا أشيع حالة الاستسلام أقول : احشدوا الأمل في النفوس رغما عن إحباطها , وارفعوا يديكم بعد أن خذلنا البشر , أدعو ربكم أن يمنح الحياة في هذه الأرض السلام , وما قاله صاحبي هو حالة قرف فقط !! , في بريطانيا وأنا أذكر بالمذكر قيل لتشرشل عظيم بريطانيا : (( الفساد يضرب بريطانيا )) , سأل سريعا : (( هل وصل إلى القضاء ¿ )) , قالوا : (( لا )) قالها : (( بريطانيا بخير )) , الجنرال ديجول قال له الفرنسيون ما قاله الانجليز لتشرشل , قالها مدوية إلى اليوم (( طالما لم يصل إلى الجامعة ففرنسا بخير )) , في أي بلد مهما بلغ غياب اليقين إلى العظم يظل القضاء آخر الحصون , يتمسك بجداره الناس حتى لا يفقدون الأمل وتموت الحياة , والقاضي دائما يقترن اسمه بالحياة , وفي حالة عدم اليقين التي نعيشها فلا بد أن نحافظ على ما هو أي بارقة أمل , وبارقة الأمل في حكم عادل يصدره قاضي , في قولة حق محايدة تصدر عن قاض ليس في السياسة بل تجاه ظلم الإنسان للإنسان في وجه الظالم أيا يكون ومهما علا مركزه , هذا الإيحاء تولاني وأنا أجلس أمام النائب العام , جلسة ودية أحسست خلالها بألم يختزنه الرجل حيال حال الجهاز القضائي من حيث البنى التحتية , والكادر البشري , أحسست أن تقصيرا ما يعشش على علاقة وجهي العملة , القضاء والصحافة , ما يؤدي بعض الأحيان إلى سوء فهم غير مقصود لكنه ينعكس تراكم تباعد يؤدي في النهاية إلى قطيعة لا نريدها , يتسبب بها قصور في العلاقات العامة بين وجهي العملة , على سبيل المثال فلم أعلم أن تعميما قد صدر عن النائب العام بخصوص ما كتبته وتعلق بضرورة النزول الميداني من قبل رؤساء النيابات للوقوف على القضايا المتأخرة , وهي مشكلة عويصة تصنعها الدواوين التي يسحب إليها بعض وكلاء النيابات قضايا الناس , يحولها بعض السيئين في الوسط إلى معلقات كمعلقات سوق عكاظ , وتعميم آخر يؤكد على ضرورة النزول وهو ما أتمنى انه يحصل , على إنني أنبه مرة أخرى إلى ضرورة ألا يظل وكيل النيابة أكثر مما هو مقرر له في المكان الواحد , حيث يعمل السيئين إلى تحويل الوكيل إلى (( طاغية )) , وبالنسبة إلى القضاة يظل تحديد مواعيد للجلسات وتغيب القاضي الفجائي مشكلة تخنق صاحب القضية القادم من محافظة إلى أخرى , ثم تحدد جلسة جديدة , فيذهب إليها صاحب الشأن ليفاجأ بأن القاضي لم يقرأ الملف !! ما ذنب المواطن الذي يتنقل بين محافظة وأخرى , لا بد أن نجد حلا للتأجيل المفاجئ , وعدم حضور القاضي بدون سابق إنذار , نريد في الأخير أن يكون الجهاز القضائي الحصن الأخير يلجأ إليه الإنسان في لحظات غياب اليقين ……….. على أن الاحترام بين وجهي العملة قائم بدون شك