لحظة يا زمن: الشعر.. في زمن الوحشية
محمد المساح
يقول محمود درويش: لا لأن الشعر يبدو غريبا عن زمن الهمجية لا لأن في بيت جارنا جنازة بل لأننا ـ نحن سكان هذا الكوكب الصغير ـ أهل الجنازة ولأن الأرض كلها مهددة بالسقوط في الهاوية بعدما أنذرتنا بدايات القرن الحادي والعشرين بأن في استطاعة فكرة “التقدم” أن تستنسخ أبشع ما في الماضي من تخلف وأن “عبادة المستقبل” قد تكون الوجه الآخر لـ “عبادة الماضي”.
تبدو الإنسانية اليوم في “حالة طوارئ” عامة في مواجهة التساؤل عن حقيقة إنسانيتها من جهة والتساؤل من جهة أخرى عن دورها في مواجهة ظاهرة الاستبداد الكوني الذي تمثله السياسة الأمريكية المتحررة من أية مرجعية عامة قانونية أو أخلاقية أو ثقافية.. عدا مرجعية الغزو وثقافة العنف وعقلية الشركة وقياس القيم الإنسانية بمقياس التفوق العسكري دون أن ينتبه الحالمون بتأسيس الامبراطورية الأكبر والأقوى في التاريخ إلى أنهم نجحوا بامتياز في إقناع الوعي العالمي بأن الجنون الأمريكي هو الخطر الذي يهدد العالم مهما أدعى هذا الجنون بأنه مكلف بمهمة إلاهية.
في كل واحد منا عراق ما عرق لا يقتلع من أقدم القوانين البشرية التي وضعها حمورابي ومن البحث عن الخلود الذي بدأه جلجا مش.. إلى واقع الموت الذي يعيشه شعب العراق اليوم بالقنابل الذكية التي طورتها حضارة القتل الغبية.
وفي كل واحد منا فلسطيني ما منذ رسالة المحبة والسلام التي حملها إلى العالم يسوع الناصري.. إلى شعبه المعاصر المعلق على صليب الاحتلال الاسرائيلي.
لقد تحول الموت الفلسطيني اليومي إلى ما يشبه نشرة الأحوال الجوية لأن الاستبداد الأمريكي قد وضع الاحتلال فوق القانون الدولي.