أين عقلاء اليمن ¿!
عبدالسلام الحربي

مقال
بادئ ذي بدء أقول ها هي الأحزاب والتنظيمات السياسية تخلت عن مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه الوطن وما يمر به في الوقت الراهن من فراغ سياسي وحكومي من خلال عدم المقدرة على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم التوقيع عليه من كل الأطراف السياسية والحزبية وممثلي أنصار الله, والذي اعتبره الجميع من أبناء شعبنا اليمني المخرج الآمن من كل التداعيات والظروف والأوضاع الأمنية التي رافقت السنوات القليلة الماضية من عمر العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في بلادنا.
إن الصمت الممنهج من قبل كل القوى الوطنية والسياسية والحزبية وكل القيادات والشخصيات الاجتماعية والعسكرية والأمنية وكل الوزراء والمسؤولين الذين كان لهم نصيب الأسد في هذا الوطن من الجاه والملك وتقلد المناصب الوزارية وفي هم السلطة وموقع القرار السياسي خلال سنوات وعقود ماضية ولا يزال الأمر يدعو للتساؤل عن هذا الصمت وغض الطرف عن ما يعتصر داخل هذا الوطن اليمني وعدم تسجيل مواقف وطنية وإبداء الرأي السديد والوقوف إلى جانب كل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الشعب أمام من يخلقون الفوضى ويسعون إلى إشعال فتيل الأزمات والفوضى وعودة اليمن إلى مربع العنف والتخريب الذي مرت به خلال عام 2011م.
إن غياب المشروع الوطني لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية والحربية وكل الأطراف الموقعة على التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية التي جاءت من أجل الخروج من الأزمة السياسية خلال 2011م, ومخرجات الحوار الوطني الشامل وما تبعته من اتفاقات الشراكة الوطنية والذي جاء بعد احتقانات سياسية وحزبية أدت إلى عدم قيام الحكومة الانتقالية بأداء مهامها ومسؤولياتها الوطنية تجاه المرحلة الانتقالية والدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل أبناء الشعب اليمني, والتي أدخلت الوطن في مسارات وهمية عن مسار الثورة وأهدافها واحتياجات البلاد والشعب الواضح والمرسوم والتي عكستها مناكفات تلك القوى والأحزاب بأدوات ومواقف ونوايا مرتبة البداية والنهاية أوصلت البلاد إلى مرحلة اللا دولة وفترة لا يزال توصيفها بالانتقالية ولم يشهد الوطن والشعب أي بوادر إيجابية ملموسة على أرض الواقع اليمني المعاش وجعلت الوطن وأبناء شعبنا يعيشون أوضاعا ماسأوية أمنية واقتصادية وأعمال ترويع وقتل للأبرياء وحالات من الخوف والقلق والترقب نحو القادم المجهول جعل الجميع من المحللين والمفكرين يفسرون ويرون أن ما يحدث داخل الوطن بمثابة مسرحية سياسية ومشاهد صورية لاحتضار حقيقي داخل الوطن ليس إلا.
واليوم وبعد أن وصلت بلادنا إلى مرحلة فراغ سياسي وحكومي ومرحلة انتقالية خالية الوفاض واللا دولة وأوضاع يومية وظروف صعبة تنذر بالسير نحو الهاوية وكوارث وأحداث لايحمد عقباها ولن تثني أحدا من أبناء شعبنا لا سمح الله .. يتوجب على كل القوى والأحزاب السياسية وكل العقلاء والشرفاء من أبناء هذا الشعب العمل إلى جانب كل الأطراف السياسية على تفعيل اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتقديم التنازلات من أجل الوطن وترسيخ مبدأ الشراكة والقبول بالآخر وعدم التخاذل تجاه ما تشهده بلادنا هذه الأيام وأن من يخفون إخفاقاتهم وعيوبهم عن عدم قدرتهم على تحمل المسؤوليات الوطنية والانجرار نحو تحقيق مصالحهم الشخصية والفردية مثلهم كمثل منظومة الفساد التي استشرت في كل مفاصل الدولة وجعلت الشعب يعيش تحت خط الفقر والبطالة المقنعة. وعلى الجميع إدراك أن الوضع الصعب والراهن الذي تشهده بلادنا سيظهر مواقف كل القوى والشرفاء من أبناء شعبنا, وستكشف الأيام كل المتخاذلين ومن يقفون وراء كل الأعمال والمؤامرات التي تحاك ضد بلادنا وأبناء شعبنا اليمني من الداخل والخارج, ولن يقف أبناء شعبنا بعد اليوم مكتوفي الأيدي, ولن يلدغ الوطن من جحر مرتين .. وإن غدا لناظره قريب..