“في الأعداد”
حسن عبدالله الشرفي

غيم هنا أم غمة وجفاف¿
أم أنه الصبار والصفصاف¿
ركن الحنين إلى الحنين زمانه
ومضى وفيه الطير والأطياف
من يبعث الشكوى من الشاكي¿ وما
في الناس إلا الرمل والأحقاف
خمسون¿ أم سبعون¿ ام تسعون يا
هذا الذي حبلت به الأطراف¿
باب ومئذنة وقصر باذخ
“ومغارتان” وهدهد عراف
منقاره ذئب ولون جناحه
فأر وبؤبؤ عينه مجداف
والبحر في أقصى الجنوب مناوب
في خيمة وكأنه صراف
أثوابه من عملتين فعملة
كرة تعوم وعملة هداف
***
أرأين أن فم التناقض فاغر
وأمامه أيلول والأهداف
كن أنت بين محارة ومحارة
فا الطمي عشب والطيور خراف
واسال أصابعك القصار عن الذي
ما عنده عنق ولا سياف
***
الناس مروا من هنا.. يا من هنا
لاغيرهم أمنوا ولاهم خافوا
وخيول صاحبة الجلالة عنست
في قلبها الأسلاف والأعراف
لا تنتظر إحدا هنا إلا الذي
غدرت به الأحزاب والأحلاف
***
غيم هنا¿ أم خيمة مسكونة
بالجن¿ أم هو جرحها الرعاف
لاشيء في الماءين إلا الماء في
صنعاء.. والمتربص الخواف
وكأي سنبلة وحقل عاقر
تتجاور الأرداف والأكتاف
لم يبق إلا أن تمر أمامها
ليقال أنك شيخها المضياف
لا تنتظر أحدا هنا.. وانظر إلى
أطنابه.. وأمامك الأعراف
كل الخفايا عاريات والمدى
متوجس والممكنات جöزاف
***
كم قيل عن هذا الهلام ولونه
وكأنه حاء الهوى والقاف
ولأن أسباب النجاة بعيدة
لم يبق مخفي ولا شفاف
لغتان للصوت البعيد ولهجة
تمتط منها نونها والكاف
ولأن بيتك من زجاج عازل
أو أعزل وكأنه الأوقاف
كل يجرب فيه لحيته كما
نهوى وعاش العدل والإنصاف!
***
قال الذي بيديه آخر فتنة
الليل ذاج.. والوجوه عجاف
كم كنت أحسب أنني الأقوى بما
عندي وكل القادرين ضعاف
إني أراك حسبتها مقلوبة
فانهار فيك الضوء والألياف.
صنعاء 2004م