النظام أساس النجاح

خالد السعيد محمد الخواجة

 - 


ما أكثر الآيات القرآنية التي حرصت وأعلنت أن هذا الكون الهائل الفسيح بأرضه وسمائه وبره وبحره قد أقامه الله سبحانه وتعالى على أدق نظام وعلى أعظم إحسان وعل
ما أكثر الآيات القرآنية التي حرصت وأعلنت أن هذا الكون الهائل الفسيح بأرضه وسمائه وبره وبحره قد أقامه الله سبحانه وتعالى على أدق نظام وعلى أعظم إحسان وعلى أكمل جمال.
ومن هذه الآيات الكريمة قوله تعالى في مطلع سورة الملك(تبارك الذöي بöيدöهö الúملúك وهو على كلö شيúء الذöي خلق الúموúت والúحياة لöيبúلوكمú أيكمú أحúسن عملا وهو الúعزöيز الذöي خلق سبúع سماوات طöباقا ما ترى فöي خلúقö الرحúمنö مöن تفاوت فارúجöعö الúبصر هلú ترى مöن فطور ثم ارúجöعö الúبصر كرتيúنö ينقلöبú إöليúك الúبصر خاسöأ وهو حسöير ولقدú زينا السماء الدنúيا بöمصابöيح وجعلúناها رجوما لöلشياطöينö وأعúتدúنا لهمú عذاب السعöيرö).سورة الملك من الآية 1-5
فهذه الآيات الكريمة تظهر بوضوح أن الله جل وعظم شأنه وكثر خيره وإحسانه فهو وحده سبحانه وتعالى الذي بيده وقدرته ملك كل شيء في هذا الكون وهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو الذي خلق الموت لمن يشاء إماتته وخلق الحياة لمن يشاء حياته إلى أجل معلوم وقد فعل سبحانه ذلك ليمتحنكم أيكم أحسن عملا في هذه الحياة لأنه هو العزيز الذي لا يغلبه غالب والغفور الواسع الرحمة لمن يشاء أن يرحمه من عباده وهو الذي خلق بقدرته سبع سماوات متطابقة بعضها فوق بعض بطريقة محكمة متقنة بحيث لا يرى فيها العاقل شيئا من الاختلاف أو عدم التناسب بل كلها محكمة متقنة.
وأيضا إذا ما نظرنا إلى العبادات التي كلفنا الله سبحانه وتعالى بأدائها وحذرنا من إهمالها أو التقصير فيها وجدنا أنها تقوم على الترتيب المحكم والتنظيم الكامل وعلى وضع كل عبادة في موضعها المنساب لها لكي يقوم المسلمون والمسلمات بأدائها في يسر لا حرج معه وفي إتقان لا يشوبه خلل.
فالصلاة وهي الركن الثاني في الإسلام تتكرر في اليوم والليلية خمس مرات في أوقات محددة وبكيفية محددة وكذلك الصيام له وقت محدد والزكاة لها مقدار معين والحج له وقت ومكان محدد.
فالنظام يدخل في كل العيادات في الإسلام فالزكاة مثلا وهي الركن الثالث في الإسلام حدد الله تبارك وتعالى مصارفها وجاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأمر ربه فحدد مقاديرها وشروطها وآدابها ومواعيدها والأشياء التي تجب فيها ولم يتركها غامضة أو مهملة أو مبهمة ولم يترك أحكامها لهوى النفس التي قد تبخل وإنما تولى تفصيلها وكل ما يتعلق بهذه الفريضة تفصيلا جامعا مانعا.
وكذلك الأمر في التنظيم وأهميته داخل في كل العيادات في الإسلام من صيام صلاة وحج وسائر العبادات .
وبعد ما عرضنا لما سبق والذي يظهر بوضوح لا شك فيه أن الكون كله يقوم على النظام بل وعلى الدقة حتى في المواعيد فنخلص من هذا أن النظام ما وجد في شيء إلا زانه وما فقد من شيء إلا شانه فعلينا أن نحافظ على هذا النظام في كل أقوالنا وأفعالنا والله الموفق والمستعان.

قد يعجبك ايضا