(الانفصام) و(الالتحام) بين “جينات الفساد” في اليمن…!!!

ضيف الله الشامي

مقال


 - مرت اليمن بفترات صعبة جدا وخاضت مراحل كبيرة من الصراع على المصالح فتارة تتأزم اﻷوضاع بين رؤوس الحكم والسلطة وتتبادل الأطراف الحاكمة التهم التخوينية لبعضها البعض  ويبقى
مرت اليمن بفترات صعبة جدا وخاضت مراحل كبيرة من الصراع على المصالح فتارة تتأزم اﻷوضاع بين رؤوس الحكم والسلطة وتتبادل الأطراف الحاكمة التهم التخوينية لبعضها البعض ويبقى الشعب مراقبا عن كثب للنتائج ومتابعة الانفصام..!!
فيتفاجأ دائما بتحميل الشعب المتابع تبعات ذلك كله وينعكس على أمنه واستقراره ولقمة عيشه بل ويصبح ضحية ذلك كله ليعود (الالتحام) من جديد وتبقى المصلحة الخاصة بقمة هرم القوى المتصارعة هي المسيطرة والمحركة وتستدعي الخارج لتقاسم خيرات الداخل مقابل البقاء والحفاظ على القوة والنفوذ ضد الشعب وفئاته المستضعفة…!
ففي 1994م استعرضت القوى عضلاتها ونفخت نيران الحرب على أبناء الجنوب للقضاء على شعب كامل ببنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية معتمدة على “الفتوى اﻹخوانية التكفيرية” والتحام المصلحة لتسهيل عملية الالتهام تحت شعار “الوحدة أو الموت”..!
فقتلوا ونهبوا وتقاسموا وعبثوا بكل شيء ..بل قتلوا حلم اليمنيين بالوحدة آنذاك..!
وعادت فصول المسرحية إلى طور (الانفصام)…لتمرير المخطط والعمل على ملاحقة ما تبقى في العروق اليمنية من حرية وعزة وإباء فكونت (بالتحام) “جينات الفساد” فرق الاغتياﻻت وتصفية الخصوم ومعارضي الحرب بكل الوسائل بذريعة المعارضة السياسية بين القوى والأحزاب .. فتساقط اﻷحرار بين شهيد ومخفي ومعتقل ومطارد ومنفي وفرضت اﻹقامات الجبرية وغيرت المناهج الدراسية لتحريف التاريخ اليمني وحضارته وفرض الذلة والخنوع والطاعة للطغاة والمستبدين وتخليدها كعقيدة في ذاكرة الأجيال يباح دم من خالفها أو لم يؤمن بها ..!
وهكذا استمرت العملية (فالتحام) مع تقاسم لقوت المواطن وإشغاله بلقمة العيش والبحث عنها لكي ﻻ يلتفت نهائيا لما يمكن أن يحقق له العيش الكريم بحرية وعزة وشرف…!!
ولم يكتفوا بذلك بل صوروا أبناء الشعب اليمني كمتسولين في البلدان واستخدموهم كوسيلة استعطاف لتنمية أرصدتهم وأموالهم في الداخل والخارج..!!
ويأتي (الانفصام) لتزداد وتيرته في فبراير من العام 2011م وخرج الشعب اليمني عن صمته وفجر ثورته واختلطت اﻷوراق وتشتت جينات الفساد فسارعت تلك القوى للعودة إلى مرحلة (الالتحام) بطرق خبيثة وماكرة تلتف على ثورة الشعب واستغلاﻻ لغضب الشارع وتحويل مساره نحو التسوية و(الالتحام) المباشر برعاية المهندسين والمشرفين الرسميين على العملية في “الخليج” و”دول الغرب” وخصوصا “أمريكا”…!!
فتمخضت تلك التسوية وحصنت بعضها البعض من المحاسبة والعقاب وعادت الأمور إلى مجاريها بينهم ليزداد الوطن والمواطن بؤسا وشقاء وحرمانا…!!
لكن الشعب الصامد والقوي اﻹرادة والعزيمة بقي مستمرا في نضاله وجهاده ومواجهته لتلك الطغمة الفاسدة ليفجر ثورته في الـ21من سبتمبر للعام2014م في وجه الفساد والطغيان وثار بثورته السلمية العارمة متحديا كل الصعاب صامدا في مواجهة العدوان محذرا من تأجيج غضبه والوقوف بوجه بركانه الثائر…
فتحولت تلك العصابة والطغمة الفاسدة إلى ما يشبه حيوان أنثى”الكنغر” التي تحمل في بطنها جنينين أحدهما يبقى كامنا واﻵخر ينمو ليواجه الحياة بحلوها ومرها …ليتحرك الجنين اﻵخر من طور الكمون بعد انفصام أخيه السابق عنه ليحل محله ويرث عنه كل شيء…!!
فما إن يدق ناقوس الخطر على مصالحهم وإمبراطورياتهم المالية وثرواتهم وكشف الستار عن العقول والجهات المحركة لهم والمتقاسمة معهم قوت وخيرات هذا البلد حتى ثارت حفيظتهم وحشدوا قواهم وأجمعوا أمرهم واستدعوا أسيادهم ورعاتهم وشركاءهم ليقفوا صفا واحدا ضد هذا الشعب اليمني الأبي المصمم على حفظ بلده وثرواته من السلب والنهب وامتصاص الخارج لها …!!
استخدموا الفتوى..فلم تجد انتهجوا التكفير والتفخيخ والتفجير فلم يؤثر حركوا ماكيناتهم الإعلامية في الداخل والخارج فتاهت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء…!!
هنا وقف الشعب واستعاد المجد وانتهج الحرية وطلب الكرامة وتحقيق العدل سلوكا ومنهجا فكشفت الأقنعة وأطل أسياد الفساد والطغيان برؤوسهم ليقفوا خلف رموز القتل والفساد واﻹجرام ويرغمون الأحزاب والقوى المرتهنة لهم بالوقوف إلى جانب عناصرهم الإجرامية المسماة ” القاعدة” ويجلبون خيلهم ورجلهم من العراق وسوريا وغيرهما ليحشدوا باسم القبيلة فلو كانت القبيلة هي من تواجه لما احتاجوا لجلب عدتهم وعتادهم من الخارج …. لكن الشعب يزداد بذلك ثقة وإيمانا وتصميما لينال العيش بكرامة أو يروي تراب بلده وأرضه من دمه الطاهر في مو

قد يعجبك ايضا