الإداريون يتصدرون قائمة المشاركات الخارجية .. نقطة نظام


تحقيق/ مفيد درهم –
ما أن تهل دعوات المشاركات الخارجية حتى ترى الكثير من الإداريين يزاحمون ممثلي البلد في المحافل الدولية على حجز مقاعد الطيران للدرجة الأولى الثانية خصوصاٍ وأن نتائج أغلب المشاركات.. النزهة.. وانتهى الأمر في هدر واضح لأموال خزينة الدولة.. يحيى اليريمي – مختص بسكرتارية وزارة الشباب والرياضة يقول: يستغل الكثير من الإداريين إقامة المشاركات والفعاليات الخارجية في حجز مقاعدها حتى ولو على حساب ممثلي البلد في المحافل الدولية ولو رصدنا تحركات مثل هؤلاء لوجدنا أن حقائب بعضهم ما تزال مركونة في المطار وأن هناك من يأتي للتعيين في الوزارة من أجل السفريات وحجز مقعده في المشاركات والفعاليات الخارجية بالإضافة إلى الدخلاء من خارج الوزارة والذين يسافرون باستمرار في مثل هذه المشاركات أو غيرها تحت مظلة المسؤول الأول دون أي اعتبارات للمعنيين بهذه السفريات والمشاركات.

وأشار إلى أن هناك اتحادات رياضية تصرف مبالغ طائلة لتسفير مثل هؤلاء من دون حساب أو عقاب مما أضر بسمعة الاتحادات والوزارة والبلد بشكل عام وجعل خزينة الدولة تخسر مبالغ طائلة دون وجه حق.
ويناشد القائمين على وزارة الشباب والرياضة والجهات الرقابية أن يطلعوا على التقارير الخاصة بممثلي بلادنا في المحافل والمشاركات الخارجية وحجم الإنفاق الذي يصرف لهم وأن يتأكدوا من أن كل سفرية ومشاركة تذهب إلى الذين يستحقونها ومحاسبة الاتحادات التي تعتمد الإداريين في المشاركات دون تحقيق الإنجازات . متسائلاٍ عن جدوى المشاركات الخارجية التي عنوانها العريض “كثرة الإداريين”¿
وأكد أحد المشاركين في فعالية خارجية لم يفصح عن اسمه خوفاٍ على ما تبقى من مستحقاته وهو أن الكثير من مستحقات تمثيله في هذه الفعالية ذهبت إلى الإداريين ولم يحصل منها إلا على النزر اليسير وأن الإداريين المرافقين للبعثة يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة مما انعكس سلباٍ على الفعالية والمشاركة.
ويضيف: حجم الإنفاق على هذه الفعالية تجاوز ملايين الريالات وعزا هذا التوجه إلى وجود قناعة لدى القائمين على المشاركات الخارجية بأن المشاركات فرصة لجمع الدولارات والاستجمام وقضاء أوقات ممتعة في فنادق ومنتزهات الدول المستضيفة خصوصاٍ في ظل غياب الرقابة والمحاسبة الأمر الذي يشجعهم على استنزاف موارد خزينة الدولة والإساءة لسمعة البلد.
جرأة
(أحمد ي. م) أحد هواة سفريات المشاركات الخارجية وعن جرأته في حجز الكثير من مقاعد المشاركات الخارجية يقول: دفعتني الظروف المعيشية الصعبة وغياب الرقابة والمحاسبة على المشاركين في مثل هذه السفريات إلى حجز مقعد في الكثير من المشاركات الخارجية من أجل تحسين دخلي وقضاء أجمل وأمتع الأوقات في فنادق ومتنزهات الدول المستضيفة.
في صندوق النشء والشباب وجدنا مسؤولاْ يفاخر بتعدد سفرياته في المشاركات الخارجية وبأنه من الإداريين المحظوظين بمثل هذه المشاركات وأن بعض سفرياته تأتي من خلال التوسط لدى القائمين على هذه المشاركات وبعضها من خلال الموقع الذي يشغله والذي يوفر له مساومة حجز المقعد مقابل تغطية النفقات . وبالرقم من أن منصبه هذا يجني من ورائه أموالاٍ كثيرة- حسب قوله- إلا أنه حتى الآن يبحث عن حجز مقعد في العديد من المشاركات المستقبلية.
ولم تقتصر كثرة المشاركات الخارجية واستحواذ الإداريين عليها على الرياضة فقط وإنما امتدت إلى الجهات الحكومية الأخرى مما جعل المعنيين بسفريات هذه الجهات يتذمرون من شغل المقاعد المخصصة لهم في المشاركات الخارجية وأكل مستحقاتهم دون وجه حق وهذا ما أكده عبدالله اسماعيل مدير عام الموارد البشرية بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني بقوله: يحظى الكثير من الإداريين في بعض المشاركات الخارجية الخاصة في الجهات الحكومية بنصيب الأسد.
ويضيف اسماعيل: نركز في معظم مشاركائنا الخارجية على اختيار المعنيين بالتعليم الفني والتدريب المهني متجنبين كثرة الإداريين المرافقين لهذه البعثات.
مادة يتندربها
فيما خاطب الخضر العزاني- مقرر لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب – اتحاد كرة القدم بالقول: عليكم أن تعملوا بوطنية وأن تبذلوا ما استطعتم من أجل اليمن وعليكم أن تحدوا من السفر وأن لا تجعلوا الأمر مفتوحاٍ حتى لا نصبح مادة يتندربها الأشقاء والأصدقاء ويجب أن تكون هناك معايير لمرافقة المنتخب فالرحلات التي لا تخدم اليمن والمليارات التي تهدر من أجل السفر لا تخدم الرياضة بأي حال من الأحوال عموماٍ أتمنى من اتحاد الكرة أن يحد من السفريات غير النافعة.
عين الفساد
ويرى ياسر عبدالسلام التاج, المدير المالي بصندوق رعاية النشء والشباب, في كثرة تواجد الإداريين في المشاركات الخارجية عين الفساد مما ينبغي على الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والتفتيش بوزارة المالية والرقابة والتفتيش بوزارة الشباب والرياضة القيام بإجراءات رقابية على مثل هؤلاء الذين يهددون خزينة الدولة دونما فائدة.
ويضيف التاج : نحن بصدد تشكيل لجان من أجل النزول إلى جميع الاتحادات والتأكد من الآلية القانونية الخاصة بصرف المبالغ التي نقوم بتعزيزها لهذه الاتحادات والحد من مثل هذه المخالفات.
معايير
من جهته يتحدث سمير علي بادي, مدير النشاط الخارجي بوزارة الشباب والرياضة, قائلاٍ : لم تصلنا أية شكوى أو تذمر من قبل أعضاء المشاركات الخارجية بشأن كثرة الإداريين وارتكابهم المخالفات بحقهم ونحن وضعنا معايير وضوابط لأية مشاركة خارجية تتعلق بلعبة ما تتمثل بتحديد الهدف من المشاركة وإقرار المشاركة من قبل أعضاء الاتحاد بمحضر اجتماع وأن يرفع إلى الوزارة قبل المشاركة بشهر وأن تكون المشاركة ضمن خطة الاتحاد لنفس العام وأن تكون دعوة المشاركة مرفقة وأكد قيامهم بتقييم شامل للمشاركات الخارجية وفي حالة وجود كثير من السلبيات والتي منها كثرة الإداريين على حساب ممثلي المشاركة يتم الجلوس مع القائمين على هذه المشاركات وتنبيههم بعدم تكرارها في المشاركات المستقبلية.

قد يعجبك ايضا