هذرمات محموم!!
جمال الظاهري
يمطرنا المتبرمون من حملة الأقلام وأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي (المفسبكون والمغردون وأصحاب المنتديات) من نجاح الإرادة الشعبية إرادة (المسحوقين) أصحاب المصلحة الحقيقية من وجود الدولة العادلة, يمطروننا بمنشوراتهم ونقدهم غير البناء الذي يبتعد كثيرا عن الغاية السليمة للنقد متوجهين بإسفافهم نحو التحامل والتصيد ليس بغرض الإرشاد ولكن من أجل حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
يضج هؤلاء اليوم وأغلبهم طبعا كان من المنتفعين من حالة الاستحواذ التي حكمت الماضي, يصرخون ويضجون بأن (الحوثة) كما يحلو لهم تسميتهم ويمارس أعضاؤهم مهام الدولة خارج نطاق الشرعية.
هؤلاء نفهم موقفهم هذا .. فيما أن ما يثير الاستغراب هو تبرم من انجر إلى ساقيتهم ممن كان يئن ويشكو كل ساعة من غياب الدولة ومصادرة سلطاتها من قبل بعض القوى وتحكمها بمصير البلاد من جور واستحواذ نافذين على ثروة البلد ¿!
كيف نفهم موقفهم هذا اليوم ونحن نعلم علم اليقين أن أجهزة الدولة الرسمية حتى اللحظة تتقاعس عن القيام بواجبها والناس تذبح والشوارع تفخخ وكفاءاتنا الوطنية تصطاد في كل شارع¿
هل كانوا حين هللوا لخروج الناس مطالبين بحياة أفضل يضحكون على أنفسهم أم أنهم كانوا ينتظرون أن تنزل الملائكة لتمسح على رؤوسهم وتقول لهم نعم انتم مظلومون وأصحاب حق وقد سمع الله شكواكم وأرسلنا كي ننقذكم¿!
نعرف أن زمن المعجزات والرسل قد ولى, لنفترض أنه لا يزال هناك وحي وإمكانية لحدوث معجزات في زمننا هذا هل كان هؤلاء يعتقدون أن الملائكة سيأتون إليهم إلى المنازل بعد الخلاص من الفاسدين كي يسألوهم عن مواصفات من سيتكفل بإدارة شأنهم¿!
لنقل أنه حدث ذلك هل يستطيع هؤلاء أن يجزموا بأنهم كانوا سيقبلون بصاحب المهمة والمواصفات التي اشترطوها..
اليوم يتباكون من بضعة تصرفات ميدانية أنكرها وصححها أنصار الله في التو والحين بعد أن اطمأنوا إلى أنه لا خطر من أصحابها.
العجيب أن هؤلاء كانوا يحلفون بنزاهة ووطنية أنصار الله حين كانوا خارج المعادلة .. أما اليوم فإنهم يلاحقونهم على السفاسف .. لا بأس من النقد ومن قول هذا غلط وهذا صواب, ولكن أن يتحول الأمر إلى ما يشبه عصى (هاري بوتر) فإن ذلك لا يعني سوى أمر واحد وهو أن من ضج بالشكوى وطالب بالتغيير ليس إلا باغي شر ومسوقا للفتنة وأنه قد استهوى الغواية وأضله الحقد على كل من حوله فهو لا يرى غير نفسه ونفسه فقط ومصلحته وحينها سيقول عن ما جرى ثورة وما رافق الفعل ضرورة من أجل المستقبل والحياة الكريمة ووووو.
أما أن يكون غيره من تحمل أعباء وتكاليف المهمة فإن كل ما قام به وسيقوم به ليس إلا استلابا لدوره وهيمنة عليه في حين أن لا دور له يذكر ولا يمتلك ما قد يسلب منه!
تباك و(هذرمات) لا مبرر لها ولا مسوغ خاصة مع تأكيد قيادة أنصار الله في كل مناسبة بأن ما يجري هو الاستثناء فرضته الضرورة حتى تكتمل الأهداف التي هتف بها الشعب وأيدها العالم من الأشقاء والأصدقاء.
اللهم اهدنا إلى ما ينفعنا واجعل لنا من أمرنا رشدا إنك على كل شيء قدير.