لدينا مشكلات كبيرة يجب مكاشفة الشعب بها


> من أولوياتنا إعادة تأهيل المدارس المتضررة في عدن وأبين وصعدة وأطراف العاصمة

> »47,555« حالة غياب للمعلمين والإداريين في اليوم و13 ألف مدرسة بلا معامل!!

> %20 من الشعب خارج التعليم و1,3 مليون طالب يشربون من المدارس!!

> سنعمل على اعمار العقل اليمني واعتماد قياسي التقديم للطلاب والجودة للمدارس

الوجه المشرق لأي مجتمع لا يمكن أن يسطع ويتلألأ إلا من خلال التعليم المتطور الذي يفتش عن قدرات ومواهب وإبداعات أبنائه والتعليم في بلادنا يعاني الكثير والعديد من المشكلات التي تحتاج إلى وقفة صادقة ودراسة شاملة لجميع أبعادها حيث ولها دلالات كثيرة ومؤشرات خطيرة ولم تعد تحتمل التأجيل من قبل الجهات المسؤولة خصوصاٍ أن وراء تضخمها أسباباٍ يمكن تعديلها وتطويرها كما أن واقع التعليم الأساسي والثانوي يفرض على الوزارة القيام بجهود كبيرة تحقق من خلالها المواصفات الملائمة والمناسبة لنجاح العملية التعليمية والتربوية..
والمشكلات التي يعاني منها قطاع التعليم في بلادنا تتمحور حول قضايا رئيسية تتشعب منها عدة اختلالات وأهمها المناهج الدراسية الكادر التعليمي الطالب واحتياجاته عدم وصول خدمة التعليم إلى بعض مناطق الجمهورية إضافة إلى تدني خدمة التعليم الأهلي وعدم التزام القائمين عليه باللوائح والقانون المنظم للعملية التعليمية..
(الثورة) وضعت كل ما سبق ذكره وغيره من القضايا على طاولة الدكتور عبداللطيف حيدر وزير التربية والتعليم وكان هذا الحوار فإلى التفاصيل:

• في البداية.. بما أن الفترة بين إعلان الحكومة تخصيص العام 2015م عاما للتعليم وبين التوقيت الزمني للعام المعلن عنه قصيرة جداٍ ..هل انتهت وزارة التربية والتعليم من وضع استراتيجية واضحة المعالم لتقوم بمهمة تطوير التعليم في اليمن ¿
– أولاٍ يجب أن نوضح أن إعلان العام 2015م عاما للتعليم لا يعني أن كل مشاكل التعليم في بلادنا سوف تحل خلال هذا العام فالدول المتقدمة لا تستطيع فعل ذلك في فترة كهذه وكان تخصيص الحكومة العام 2015 م عاما للتعليم إدراكا حقيقيا منها على أن الخروج من معركة الأزمات في هذا الوطن سيكون بعصا التعليم وتطويره كون التعليم يمثل أمناٍ قوميا وخلال هذه الفترة سنؤسس للأفضل وسننفذ الممكن وذلك من خلال حصر مشاكل التعليم ومن ثم البحث عن جوانب القوة والضعف في العملية التعليمية وتحديد الفرص وكذا المعوقات التي تحيط بنا وبواقعنا التعليمي وبالتالي سنعمل على معالجتها وستسير هذه المعالجات على ثلاثة مستويات الأول قصير المدى وهو ما سيتحقق خلال هذا العام والثاني متوسط المدى وهو ما يمكن تحقيقه خلال فترة ما بين الثلاث والخمس السنوات والثالث طويل المدى والذي سيتحقق ما بين الخمس والعشر السنوات وفي حقيقة الأمر وزارة التربية والتعليم غير قادرة على حل كل مشاكل التعليم في اليمن ما لم تتضافر الجهود الرسمية والمتمثلة بالوزارات المعنية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والمجتمع بشكل عام ونؤكد من خلال هذا الحوار أن وزارة التربية التعليم ستعمل على إعمار العقل اليمني للخروج من الأزمات خصوصاٍ الاقتصادية والسياسية والأمنية وفي ذات الوقت تدرك الوزارة أن عاما واحدا للتعليم لا يكفي ولكننا نستطيع من خلال هذا العام لفت انتباه الحكومة والمجتمع إلى قضية تطوير التعليم ومعالجة اختلالاته بعد أن انصرف الاهتمام المجتمعي والرسمي إلى القضايا الأمنية والاقتصادية وبالتالي انشغلوا عن التعليم كون الأمن والاقتصاد يؤثر على المواطن باللحظة لكن التعليم لا يؤثر إلا مع الوقت وأنا أعتبر عوائق التعليم كمرض السكري يقضي على صاحبه بمرور الوقت وهذا ما يحدث للوطن اليوم لذا يجب تدارك الأمر قبل أن يقع الفأس على الرأس.
• ماهي محاور استراتيجية التطوير التي تنوون تنفيذها هذا العام¿
-عندنا ثلاثة محاور رئيسية نعمل عليها في الوقت الحالي الأول تعميم التعليم لأن حوالي 20% من شعبنا خارج إطار التعليم والمعروف أن كل طفل أو شاب خارج المدرسة هو في الواقع مشروع مشكلة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعميم التعليم في كافة المراحل الدراسية بمعنى الحفاظ على الطلاب داخل مدارسهم ومنعهم من التسرب إذ الملاحظ أن عدد الطلاب في الابتدائية يصل إلى مليون طالب وفي الثانوية يتراجع العدد إلى ثلاثمائة ألف طالب أما المحور الثاني فهو الإنصاف وهذا يعني أنه لا يجوز أن تركز خدمات التعليم في مراكز المدن وتحرم الريف أيضا لا يجب أن تركز التعليمية على الذكور فقط بل يجب أن تعمم على الإناث ومثل ذلك لا يجب أن تركز على الميسورين ولا بد أن تشمل المحرومين أما المحور الثالث فهو التجريب بمعنى هل يرقى مستوى ما درسناه لطلابنا مع مستوى طلاب الدول المجاورة لنا أو على مستوى العالم لقد أثبتت التجارب والاختبارات الدولية أن طلابنا أقل كفاءة من طلاب العالم وبالتالي ما هي المعالجات التي يجب أن نتخذها لأننا بدون ذلك سنفقد الرؤيا مستقبلا .
برامج وأولويات
• هل تتوفر لديكم الضمانات التي تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن خططكم ـ في هذا السياق ـ ستنفذ بشكل كامل ¿
– نحن عندما قلنا أن العام 2015م هو عام التعليم فهذا لا يعني أننا نمتلك التمويل المناسب لحل مشاكل التعليم ولكن هذا العام هو للتركيز على قضية التعليم ولو أن المانحين قدموا لنا الدعم سنوظفها في التعليم ويجب أن نكاشف مجتمعنا بالواقع فالعملية التعليمية في اليمن تعاني من مشاكل كثيرة للغاية منها عدم فعالية وعدالة نظام الامتحانات في نظامنا التعليمي ارتفاع نسب غياب المعلمين حيث وصلت النسبة إلى حوالي 19% وذلك بعد إجراء دراسة ميدانية على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وهذا يعني غياب 47ألفاٍ و555 معلماٍ وإدارياٍ في اليوم الواحد النقص الحاد في عدد المعامل المدرسية حيث تفتقر 13ألفاٍ و217 من أصل 17 ألف مدرسة وليس غريبا أن نحظى بالمراكز الدنيا من بين دول العالم خصوصاٍ في الأعوام 2003م و2007م و2011 م ولدينا نقص كبير في الكادر التعليمي المؤهل حيث لا تتجاوز نسبة الجامعيين المؤهلين 42% .

• دكتور .. وأنت من ذوي الخبرات المتخصصة في مجال تجويد التعليم .. ما مدى العلاقة التي ستربط هذه العقلية بخطط العام ¿
ـ مما لا شك فيه أننا سنوظف خبراتنا لخدمة وطننا وبما أنني أشغل منصب وزير التربية فإنني لن أبخل بشيء من ذلك على وطننا وأجيالنا ولعل برنامج أو مركز القياس والتقويم التربوي هو أحد هذه الأفكار فالبرنامج لا ينتظر الطالب حتى يصل إلى الصف الثالث الإعداداي ليقيس مستوى الطالب بل ستكون هناك مؤشرات قياس في الصف الثالث والسادس والسابع والثاني عشر وهذه خبرات تعمل بها دول متقدمة وبإمكاننا الاستفادة منها ومثل هذا البرنامج يأتي برنامج الاعتماد المدرسي بمعنى وضع معايير تحدد المدرسة الجيدة من غيرها بعد إخضاع المدارس لمشروع تطوير التعليم ــ وبهذا الصدد فقد وضعنا مجموعة برامج حتى نطور العملية التعليمية في اليمن الأول مركز القياس والتقييم التربوي وقد دفعنا به إلى وزارة الشؤون القانونية للمراجعة الثاني نظام اعتماد الجودة المدرسي كما أسلفنا سابقا وقريبا ستنعقد ورشة لبلورة المعايير وتعميمها على المدراس بحث تتنافس فيما بينها والثالث هو إشراك القطاع الخاص من شركات ورجال أعمال ومتطوعين في دعم التعليم لأن الدولة مثقلة وقد أبدى هذا القطاع استعداده لدعم العملية التعليمية أيضاٍ من أولوياتنا النظر في وضع المدارس المتضررة حيث هناك 300 مدرسة متضررة من الأحداث.
معلمون مغتربون
• إذا كانت التنمية الشاملة تحتاج إلى تأسيس تعليم متطور فإن التعليم يحتاج إلى كوادر تعليمية ذات مستوى علمي رفيع وبالأخص في التعليم الأساسي.. ماهو توجهكم في ذلك..¿
– طبعاٍ .. بلا أدنى شك أنه لا تنمية بلا تعليم ولذلك فإن معظم مشاريع المانحين في اليمن تستهدف بالدرجة الأولى تأهيل المعلم وتدريبه ونحن في الوزارة مخصصين جزءاٍ كبيراٍ من جهودنا لذات الهدف انطلاقا من قناعتنا أنه بدون معلم مؤهل لن نجني تعليماٍ جيداٍ ومدرسة جيدة وقد بدأ بمشروع تأهيل المعلمين بالتعاون مع كلية التربية بجامعة صنعاء وسيكون عن طريق فتح برنامج التعليم أو التأهيل عن بعد للمعلمين حتى نتمكن من رفع مستوى المعلمين من أصحاب الشهادات الأقل من الجامعية إلى مستوى الجامعيين .

• ماذا عن المعلمين الذين هم خارج المدارس أقصد المغتربين أو الذين تفرغوا للعمل في مهن أخرى ¿
– في الحقيقية لدينا معلومات تشير إلى هذه المشكلة ولماذا حتى اللحظة لا توجد تقارير مؤكدة تثبت لنا حجم الظاهرة وسنعمل خلال الفترة القادمة على تلافي مثل هذه المشاكل من خلال إيجاد آلية تحصر هذه الحالات ومعالجتها وهذا المشروع هو طويل المدى ويحتاج إلى تعاون عدة جهات كالخدمة المدنية ووزارة المالية والمجالس المحلية.
المدارس المتضررة
• بخصوص استرتيجية تطوير التعليم الثانوي والتي انتهت مدتها مع حلول العام 2015 م ولم تنفذ بالشكل المطلوب .. ماذا عنها ¿
– مشكلات كبيرة ويجب مكاشفة الشعب بها والأوضاع التي تمر بها اليمن أعتقد بأنها أخرت إنجاز الكثير.

• ماذا عن المدارس التي تضررت من أحداث العام 2011م والأعوام التالية له¿
ــ هذا الموضوع ضمن أولوياتنا ويوجد لدينا حوالي 300 مدرسة في عمران و200 في أبين ومدارس في محافظتي صعدة و عدن وأطراف العاصمة وقد تعاملنا مع 119 مدرسة وما زلنا نتحاور مع المنظمات الدولية لإعادة تأهيل بقية المدارس وهنا يجب على الجميع أن يعلم أن حجم الدمار فكبير جداٍ والإمكانيات محدودة .

• دكتور ..إذا فرضنا وأعدتم تأهيل المدارس .. ما الذي يعيد الطلاب خصوصاٍ النازحين إلى المدارس ¿
– نحن في وزارة التربية والتعليم عملنا فني ولكن بما أننا حكومة فإننا سنتعاون مع الوزارات المختصة لحل المشكلة وحتى لا تتكر المأساة أدعو السياسيين إلى تجنب الرياح السياسية الخارجية وعليهم أن يديروا حواراتهم حول الطاولة وليس حول الميدان.
تطوير المناهج
• ما هي تصوراتكم المطروحة حول تطوير المناهج خلال هذا العام ¿
– تطوير المناهج مسألة شاقة وطويلة المدى وحتى نستوعب الموضوع يجب أن نفهم أننا نحتاج إلى سنة كاملة لنعد وثيقة المنهج ولإعداد كل فصل دراسي نحتاج إلى سنة كاملة لكن ما يهم أن تكون لدينا رؤية حول المنهج الذي نريده.

• في ما يتعلق بالجانب التطبيقي وتخصيص حصص في الجدول المدرسي للمواد العلمية يتم دراستها في المعامل..أين أنتم من ذلك..¿
– صحيح .. لدينا أزمة حادة وعجز في المعامل حيث يصل هذا العجز إلى 13 ألفاٍ و225 مدرسة وحتى الأربعة الآلاف معمل والتي تم صرفها في السابق لا نعلم ما هو وضعها حاليا.

• هناك من يقلل من مستوى التزام المدارس الأهلية بالقانون واللوائح المنظمة للعملية التعليمية ..ما تعلقيك على ذلك..¿
– مؤخراٍ قمت بتوجيه مدراء التربية بالمحافظات بإبلاغ المدارس الأهلية بالنواقص التي توجد في مدارسهم وأن يتم استيفاؤها خلال ثلاثة أشهر وهذا إجراء أولي وبعد ذلك سيأتي نظام الاعتماد المدرسي وهو الذي سيقيم كافة المدارس .

• ماذا عن مدارس المتفوقين¿
– نحن ندعم ونشجع مثل هذه المدارس ولكن لا يعني دعمها أن يكون على حساب الطلاب الآخرين فهناك طلاب في مدارس عديدة لايملكون المقعد الدراسي.

قد يعجبك ايضا