مكتئب ومحبط ….!!!

عبدالرحمن بجاش


 - 
أكتب الآن عند الثانية عشرة ظهر أمس ....أتوقع أن يسألني أحد القراء تفاصيل صبحي منذ أن صحوت , فجرا قمت للصلاة , عدت إلى الفراش حتى التاسعة بالضبط , شربت كوب ماء

أكتب الآن عند الثانية عشرة ظهر أمس ….أتوقع أن يسألني أحد القراء تفاصيل صبحي منذ أن صحوت , فجرا قمت للصلاة , عدت إلى الفراش حتى التاسعة بالضبط , شربت كوب ماء دافئ عملا بنصيحة الربوعي (( كأسين من الماء يساعد على تنشيط الدورة الدموية )) , وإلى مائدة طعامي المتواضعة هبيت لأنتظر ربع ساعة, أمامي جهاز اللابتوب , وليتني ما فتحت على (( صحافه نت )), فقط أخبار قتل واغتيالات , وتفجيرات , وتحذير , وانذارات , وتهديد , ووعيد , صور تدمي الروح , أخبار كلها تعكر الدم , مددت يدي إلى أول كوب للشاي , كان طعمة بن أو قشر أو علقم لا فرق بين طعم وطعم إذ لم يعد للذوق مكان , لم يعد المزاج يتقبل الشاي , أي مزاج سيعدله الشاي هل تتذكرون المثل الشعبي اليمني (( ماق….. إلا من سلى )) وهو مثل صحيح ينطبق على حالنا , وقد عكننت روحي وأرواحكم بتلك الأخبار , وبيني وبينكم أنا أستحق , إذ لم أعد أطل صباحا على المواقع الالكترونية الكريهة التي بضاعتها معارك ناتجها دم وصور نار تدمي الفجر والغبش , وما بينهما ماذا نفعل للادمان المهني ¿¿ , وإلى ذهني ورد صبح الأربعاء الدامي , وخطبة الجمعة حول (( إذا عطس أخوك المسلم ….)) !!! , استعمرتني مشاعر الاحباط والاكتئاب وكل سيئات اللحظة بعد أن وردت رسالة تليفونية يعتذر فيها الطرف الآخر عن موعد بيننا اليوم , تطور الأمر إلى إحساس بالخوف , وابنتي تردد (( من يريد الخروج عليه أن يكتب وصيته )) , أنزلت موضوع عمود اليوم في الفيسبوك , هممت أن أمد يدي لاطلع على الصحافة العالمية , عنوان واحد لمحته (( صحيفة ((شارل ابيدو))الفرنسية طبعت أمس مليون نسخة …كانت تطبع 60 ألف نسخة )) , غادرت الكهرباء , انقبضت نفسي , استلمت رسالة بالتليفون تحذر من موجة ريح قادمة من الشمال محملة بالغبار – مصيبتنا دائما في ريح الشمال – , قلت (( غلقت الفورة )) , هممت بالخروج بالسيارة إلى المكتبة من أجل الجرائد , داهمتني لحظة خوف عارمة , لا أدري لها سببا , قالت الزوجة : لنخرج إلى دكان السمك من أجل الغداء , رفضت كانت حالة الخوف تتلبسني بقسوة , أتصلت بصديق أسأل عن مكان العزاء في محمد عبداللاه القاضي , أخبرني: (( في المدينة السياحية )) , أتمنى أن يزول عني الشعور بالخوف عصرا وسأذهب , محاولة للتخفيف على النفس تناولت من بين الكتب رواية اليف شافاق (( قواعد العشق الأربعون )) فقد أعدت قراءتها من قبل أيام , قلت لارحل مع شمس التبريزي وصديقه جلال الدين الرومي , لعلهما يخففان عني وطأة اللحظة بدون جدوى , قلت لأرحل مع المديني في رحلته إلى التشيلي والأرجنتين , حتى إذا وصلت إلى الصفحة التالية رميته جانبا , مددت يدي إلى أول ديوان شعر لصديقي د . احمد علي عبداللاه (( نورا )) ورحت أقرأ(( الليل يتركني وحيدا ….كلما أغفو يفيض دمي ….أصحو قليلا كي أقبل وجه نورا …..وتمر كفي فوق خديها ….لأدرك أنني ما زلت حيا )) , هدأ بعض روعي, لالاحظ أن الساعة ازفت للكتابة فقمت لأكتب لكم نشرتي الصباحية , متمنيا أن يكون الغد أفضل , أو أن تكون الأيام الأجمل تلك التي لم تأت بعد …………

قد يعجبك ايضا