تدوير الأسئلة
محمد المساح
دخل في حالة تخدير نوöم ونام استيقظ تدريجيا وبدا العالم من حوله ضبابيا والأشياء تعوم وتسبح في ذلك العهن المنفوش.. ولم تدرك عينياه أكان ذلك سحبا من الضباب أو دوائر دخان.
دعك عينيه ليتأكد.. انزاحت الكثير من الغشاوات.. وتبدت له الأشياء كما هي عليها.
دعك مرة أخرى العينين.. وأبصر بتمهل.. وحدق جيدا في التفاصيل والأطراف وليزداد يقينا.. اقترب بطيئا ونظر لاحظ أن الأشياء قد غيرت من أوضاعها تغيرا عكسيا.. بدلا من جبهتها الأمامية وهي تنمو أو تتقدم.. عادت الأقفية بلا عيون ملامح أوجه تسير إلى الخلف وبلا عيون.
لم يصدق حينها أن العالم اعترته فجأة وبلا مقدمات تغيرات سريعة خلال زمن نومه الذي حدث بفعل التخدير والتنويم.
وهو في حالة التأكد وعدم اليقين من أن الأمور والأشياء قد أصابها التحول إلى الخلف.
أعاد الأمر.. إلى عيونه وكذب بصره.
كان في وضع توحد مع نفسه.. والأشياء قد بدلت أوضاعها وغيرت تماما من اتجاهاتها أصبح الخلف أماما.. والأمام خلفا.
تداعت في ذهنه الذي صحا تماما.. الكثير من الأسئلة وتتالت الأسئلة زخات سؤال يحبل بسؤال ولا جواب.
واقف في حيرته والأشياء تدور من حوله.. بتبدلاتها الطارئة وقد أصبحت عادية بطريقتها الخاصة.
كالحائر.. ضائع في وسط الأشياء والأسئلة تتفجر في الرأس تبدو محرومة من الإجابة.. وكان أن لا جواب هناك.. شيء ما مبتور ولا يدري.. القطع والبتر أفي السؤال اليتيم أم في الجواب المعدوم¿!.