رفقا باليمن !!
أحمد عبدالله الشاوش
أحمد عبدالله الشاوش –
تتوالى الأزمات والمحن على اليمن كالإعصار الجارف الذي لا يرحم وتمثل التناقضات السياسية بأهوائها وشهواتها الجامحة وجنوحها عن المألوف والمعروف أمواجا مرعبة تهدد أمنه واستقراره ويكاد شرر الفتنة في اليمن يصل إلى بلدان مجاورة قابلة للاشتعال .
فالمكونات السياسية كانت ولاتزال أمامها فرصة تاريخية وأخلاقية في انتشال اليمن من الانحراف السياسي والانهيار الاقتصادي وسقوط الدولة وتجفيف منابع الفساد بكافة أشكاله وألوانه والمحافظة على ما تبقى من هيبة الدولة والاستفادة من الأخطاء السابقة لغرض إصلاح البيت اليمني بعيدا عن المقامرة والانتقام وتصفية الحسابات والفجور الذي أدى إلى الانهيار التام وفقدان الثقة في جميع الأحزاب التقدمية والدينية لتجردها عن دورها النضالي والريادي باعتبار كل منها دولة ظل تساهم في عملية بناء الدولة وتنوير الرأي العام وكشف الأخطاء ومواطن الزلل وتصحيحها بصورة حضارية وديمقراطية بعيدا عن التشهير والمزايدات والانتهازية وتبني سياسة الهدم .
رفقا باليمن يا أهل اليمن وأبناء اليمن . . رؤساء ومرؤوسين تجار وسياسيين مشايخ وعسكريين علماء ومثقفين .. رفقا بالوطن الذي نعيش تحت سقفه وندوس على ترابه ونرتشف من مائه ونستنشق هوائه ونأكل من خيراته ونحتال على ثرواته وننتقم من مؤسساته ونفرط في سيادته .. أربعة أعوام عانى فيها اليمنيون صنوفا من الرعب والروع والفزع والحزن والمآسي من هول الفوضى الخلاقة وتدمير مؤسسات الدولة وقطع الطرقات وإشعال الحرائق وتعطيل الأعمال الواجبة شرعا وقانونا ونشر ثقافة الاغتيال والذبح المجافية لروح القرآن والسنة النبوية المطهرة والفطرة السليمة .. كفى استغلالا وتجنيدا للعاطلين والفقراء والجهلة والمراهقين للزج بهم في بؤر التوتر لتقويض الوطن من أجل حسابات ضيقة ومصالح خارجية آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والمخطوفين والمعاقين من المؤسستين العسكرية والأمنية والمثقفين والعلماء ودكاترة الجامعات والمناضلين والمواطنين البسطاء كانوا وقودا لحرب ظالمة بين مراكز قوى عابثة تعبد كراسي السلطة حتى النخاع . . رفقا باليمن الميمون .. أما آن الأوان للقوى السياسية وكافة منظمات المجتمع اليمني والشخصيات الاجتماعية والعلماء والحكماء مراجعة النفس ووخز الضمير والاحتكام إلى منطق العقل والحكمة وتناسي الخلافات جانبا والوقوف صفا واحدا للحفاظ على ما تبقى من وطن والسعي نحو مصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن فوهة البندقية ولغة التآمر والارتهان لإخراج الوطن من أزماته مالم فعجلة التغيير ستدوس كل طاغية وتسقط كل مريض, كون اليمن مخزن الرجال ولنا في التاريخ عبرة.