ريح .. وجبال

محمد المساح


 - عيناه.. كانت تهوöم في الفضاء المفتوح أمامه تسرح نحو القمم والانحدارات لجبال تتابع جبل وراء جبل وكأنها الجبال تلك تتناسل جبالا وهضابا وعلى تلك القمم
عيناه.. كانت تهوöم في الفضاء المفتوح أمامه تسرح نحو القمم والانحدارات لجبال تتابع جبل وراء جبل وكأنها الجبال تلك تتناسل جبالا وهضابا وعلى تلك القمم والانحدارات تتناثر دور وبيوت.. في مطران سامع الأيفوع وفي آخر المشهد تتراءى أمام عينيه قمة صبر. يرتد النظر.. حيث هو جالسا.
يتحسس بنظره فيما حوله.. يثيره.. صندله البلاستيكي الأسود.. يستلقي غير بعيد منه.. يدقق البصر إليه.. فتعتريه نوبة من الضحك الباكي ويعاود النظر.. ولا يدري حينها من منهما يضحك على الآخر ويرثى لحاله.
يخرج من تلك الحالة.. ويقفز البصر ليشاهد كلبا يركض على الدرب المترب وتهب الريح هناك دوائر غبارية يضيع الكلب وسطها.. تقترب الريح نحوه وقد أخذت الأشجار تتمايل.. ويأخذه العجب.
كيف لتلك “العماقي” شجرة من الفصيلة الصبارية.. حين يسفعها الريح لا تتمايل تظل ثابتة بأفرعها الملتفة إلى الأعلى.. لا يهزها الريح.
ويقنع نفسه حينها. هناك الكثير من الأشياء والكائنات التي تعاند الريح.. وليست العماقي الوحيدة إذا في تلك اللحظة المعاندة الوحيدة في جنون الريح وهباته.
يذهب الريح.. ويطبق على الفضاء المفتوح أمامه.. هدوء وسكينة.
تتبدى له ومن جديد.. تلك الأخاديد على منحدرات الجبال خطها الزمن وعوامل التعرية.
في ذلك الهدوء.. الذي يحط على الأشياء عند القيلولة يأتيه صوت “الوهوه” من خلف الأشجار في منخفض ترابي لبتول يستحت أثواره.. يخط بمحراثه.. تليم الذري لبواكير مبكرة.

قد يعجبك ايضا