الإرهاب .. أسلوب جديد تحت غطاء الدين
عبدالسلام الحربي

مقال
الإرهاب.. آفة خطيرة ومعمول هدم وأداة تخلف وتراجع الشعوب والأوطان في شتى مجالات الحياة العامة.. ومصدر خوف وقلق لدى عامة الناس بكل أعمارهم ,لأن من يمارسون الأعمال الإرهابية والإجرامية أناس وأشخاص لا يفرقون بين صغير أو كبير.. لأنهم أصلا لا يحملون أدنى مبادئ الإنسانية والأخلاق وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى التراحم والمحبة والسلام ويحرم سفك دم المسلم دون أي جرم أو ذنب.. في الوقت الذي يمارسون مثل هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هم من يدعون أنفسهم من أنصار الشريعة ومن حملة نشر الدعوة والوعظ حسب معتقداتهم ومذاهبهم التي تخالف الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
* إن ما تشهده بلادنا هذه الأيام وتحديدا خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر التغيير والتداول السلمي للسلطة.. من انتشار ظاهرة الإرهاب وعناصره الإجرامية في تنظيم القاعدة والتي اتخذت من بعض المحافظات اليمنية والمديريات مكانا آمنا لممارسة القتل والتقطع والإجرام في صفوف الأبرياء والأطفال وأبطال القوات المسلحة والأمن في المواقع والمعسكرات ونقاط التفتيش والمصالح والوزارات والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة.. أمر يندى له الجبين ويغضب الناس جميعا وأمر معيب في حق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة وفي حق الشعوب وأبنائها وفي حق أبناء شعبنا اليمني العظيم.. شعب الإيمان الحكمة وشعب الأخوة والمحبة والسلام والأصالة والشهامة والكرم والضيافة.. مستغلين الظروف الأمنية التي تمر بها بلادنا في الوقت الراهن وكذا التواطؤ من قöبل الأجهزة العسكرية والأمنية عن أداء مهامها الوطنية تجاه تلك الأعمال.
* إن غياب الوازع الديني والوطني والأخلاقي لدى كل من يقومون بهذه الأعمال الإرهابية والإجرامية ولدى كل من يتعاونون معهم أو من يقفون ورائهم سواء من المواطنين أو من بعض القيادات والشخصيات الاجتماعية لا شك أنهم من لا يريدون لبلادنا أن تستقر ومن لهم مصالح وأهداف أخرى وهم من يعملون وفق أجندة خارجية وأميركية لإلحاق الضرر بالوطن والمواطن في بلادنا على حد سواء.
* ومما لا يختلف عليه اثنان أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن اليمني وبعض الأسر الفقيرة وانتشار ظاهرة البطالة في أوساط الشباب وعدم وجود فرص العمل للشباب والخريجين من قöبل الدولة خلال السنوات الماضية من أهم انتشار قضايا الإرهاب والأعمال والممارسات غير الحضارية والإنسانية والأخلاقية في بلادنا.
* وعلى الرغم من التغيير المنشود في العملية الديمقراطية والسياسية والدولة المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الجميع من أبناء الشعب اليمني.. إلا أن توسع رقعة الإرهاب وعناصره الإجرامية التي تحصد كل يوم العشرات من القتلى والجرحى أصبح مصدر خوف وقلق كل الناس والتي تستهدف الجميع عبر المواجهات وعبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في مختلف الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى.
* ومن كل هذا فإن الوقت قد حان أمام أبناء شعبنا اليمني الوقوف في خندق واحد تجاه هذه الأعمال الإرهابية وعناصرها في دك أوكارهم واجتثاث منابعهم أينما وجدوا وتخليص الوطن من شرورهم وأعمالهم الدنيئة والخبيثة وسمومهم القاتلة في أوساط شعبنا وإدراكنا جميعا أن تحقيق المطالب والغايات المستقبلية والمرحلية والمستقبل اليمني الجديد والمشرق والمتطور والدولة المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا ونحلم بها ونتطلع إليها لن تتحقق إلا بجهود كل أبناء الوطن في مكافحة الإرهاب وآفته الخطيرة وتجاوز كل الخلافات المذهبية والطائفية والسياسية والحزبية وإخلاص النوايا الوطنية الصادقة من الجميع للوصول إلى ما نصبو إليه من العزة والأمن والاستقرار والبناء والتنمية والنهوض الحضاري في كافة المجالات والمرافق العامة في كل أرجاء اليمن السعيد.