الناس رجال وا»لول« !!!
محمد العزيزي
محمد العزيزي –
هذا العنوان يحمل حكاية شعبية أو بالأحرى مساجلة كلامية بين رجل وزوجته تناقلها الناس و أصبحت مثلا شعبيا متداولا و دائم الحضور لأبسط القضايا فحوى هذه القصة ـ و هناك عدد من الروايات لكن جميعها تدور حول البطولة والفهلوة ـ أن الزوجة ظلت تذكر زوجها أن فلانا بنى بيتا وفلانا امتلك الأراضي و آخرين من أقران زوجها كونوا الثروة و المال وأصبحوا أغنياء ـ يعني كلهم من فصيلة أحمر عين ـ وبقى زوجها على حاله فقيرا مستور الحال .. فكان رد الزوج على عتاب زوجته بهذه الثلاث الكلمات ” الناس رجالوا«لول» ” . وكان يقصد من كلامه الناس لصوص وا«لول» .
هل تعلم لول اليوم كم من الناس الذين كانت تعتقد أنهم رجال حد وصف زوجها من حمران العيون من امتلكوا القصور و الفلل والعمارات وناطحات السحاب ويملكون أيضا أشكالا و أنواعا من السيارات الفارهة والأرصدة العامرة في البنوك و الخزانات التي في البيوت لا يتحدثون إلا بالأرقام الخيالية وبالعملة الصعبة كثيرون يا لول كثيرون .
نهبوا الأراضي واستولوا على المال العام ظلموا الناس وسلبوهم حقوقهم دمروا المؤسسات والدوائر الحكومية كل ذلك باسم الرجالة والرجولة و الحذلقة المجتمع والأسرة تشجع هكذا أفعال وأعمال.. فهو بنظرهم تحول من سارق إلى رجل أحمر عين يخرج رزقه و لقمة عيشه من فم الأسد قصدهم المسكين عندما ينقلب إلى أسد أصبح هؤلاء اللصوص والنهابة والسرق بنظر عامة الناس هم الرجال و الأذكياء أما الشرفاء فهم خبل مساكين يرحموا ومقلدي الشرف والنزاهة يستاهلوا ما هم عليه فالمثل يقول ” الذي ما يأكل يأكلوا له “.
طموح لول أصبح أعظم و أكبر اليوم في بلادنا وحقيقة مرة يعاني منها الشعب السارق يمدح الجميع فيه ويصفونه بالرجل والناس تشجعه و تهابه والنزيه “دويدار” أهبل تستحقره العامة لأنه نظيف لا ينهب حقوقهم .. ألا تعتقدون أنه عصر المفارقات و الغرائب والفوضى .. إلى هذا الحد وصلنا من الانحطاط والتفسخ الأخلاقي¿! .
أيعقل أن يفكر غالبية الناس بعقلية الحجة (لول) في الوصول إلى الأحلام ولو على حساب حقوق و حياة الآخرين و نهب المال العام و أملاك الشعب متنصلين عن مبادئ الأخلاق والدين والضمير الإنساني .. هل المسألة أزمة أخلاقية .. وضعف في الجانب الديني ¿ أم هي الفوضى الخلاقة التي كانت تسعى إليها لول و كنداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية صاحبة مشروع الفوضى الخلاقة والتي تحققت وأصبحت موضة تجتاح البلدان العربية ويتفاخر و يتباهى بها الفاسدون آكلي حقوق الناس وناهبي المال العام .. وهل الناس بهذا السلوك الحقير رجال يا لول ¿!!!!!