مرحى يا عراق .. الحلقـــــــة 29

أ.د.عمر عثمان العمودي


 - حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش
لا شيء يظهر فجأة من فراغ ولاشيء يظهر بلا أسباب ومسببات ولقد جاء ظهور تنظيم داعش قبل ثلاثة أعوام
حرب التحالف الدولي على تنظيم داعش
لا شيء يظهر فجأة من فراغ ولاشيء يظهر بلا أسباب ومسببات ولقد جاء ظهور تنظيم داعش قبل ثلاثة أعوام مستقلا ومتميزا بنفسه عن تنظيم القاعدة وعن تنظيم جبهة النصرة في سوريا مبنيا على عدة عوامل موضوعية تتمثل في ما حصل عليه من سلاح ومال من مصادر تمويله السابقين وما توفر لديه من عناصر جهادية قتالية من خارج سوريا والعراق ومن داخل البلدين وتتكون مقومات عناصره القتالية من بضعة آلاف من المقاتلين القدامى من أهل الخبرة المكتسبة في حرب العصابات وأساليبها المختلفة والعدد الأكبر من أنصاره ومقاتليه هم من أبناء المنطقة الممتدة من الرقة ودير الزور غربا إلى الموصل وتكريت شرقا .. عناصر عانت من الظلم والتهميش من جانب الحكم السوري والحكم العراقي التالي على الغزو الأمريكي للعراق.. الظلم والتهميش أساسه أنهم من السنة والجانب الآخر هم من المتنفذين من غير السنة وهناك ألوف وألوف من عناصر حزب البعث العراقي الذين انضموا للتنظيم أو تحالفوا معه مع بقائهم متميزين عنه بسبب أخطاء السياسة الأمريكية في العراق والحكم الموالي لها بفعل حل وتفكيك حزب البعث العراقي ومعاملة عناصره وقياداته كأعداء يجب مطاردتهم وفقا لسياسة اجتثاث البعث وهي سياسة خاطئة لأن سقوط صدام وأركان حزبه وقيادته لا يصح أن ينسحب ويمتد إلى عشرات الألوف من أعضاء الحزب وجلهم وأكثرهم هم من أهل العلم والمعرفة والخبرة في السياسة والإدارة والجيش والأمن. ولأن حزب البعث طيلة عهد صدام كان يعرف بحزب الحكومة وليس العكس أي لم يكن هو صانع القرارات والسياسات لأنها كانت كلها بيد الزعيم الأوحد صدام حسين والأقوياء من أفراد أسرته وعائلته وكان يمكن إعادة تجديد الحزب وتطويره واحتواء عناصره لمصلحة العراق, ومن عليه مآخذ أو مساءلات منهم فالحكم للقضاء والبينة على المدعي.
ويقدر عدد مقاتلي داعش بين أربعين إلى خمسين ألفا وموارده المالية من داخل دولته من النفط والغاز والزراعة والصناعة تقدر بأكثر من ملياري دولار سنويا يصرفها على أولوياته الإدارية والعسكرية والأمنية والاجتماعية ومشكلته ومعضلته الأولى مع الغير تأتي من سرعة ما تحقق له من انتصارات تهدد بها مصالح أمريكا وحلفائها الغربيين والعرب في الخليج ومن جراء تمرده على توجيهات من وفر له الدعم والمساندة المالية والعسكرية إضافة إلى رعونة وجلافة سياساته وأساليبه في حكم أبناء المناطق التي استولى عليها وخاصة مع أبناء الأقليات من غير المسلمين وإلى حد ما مع أبناء الشيعة ردا على مظالمهم السابقة لأبناء السنة وربما, لأنه بهذه الغلظة والشدة يريد أن ينتصر بالرعب عن بعد قبل أن ينتصر في ساحات وميادين القتال, ولكن على من ينتمي لمبادئ وتعاليم الإسلام السمحاء والعادلة والمنصفة فعليه أن يتقيد بها مع النفس ومع الغير.. ودين الإسلام له قواعده السامية في الحرب والسلام وفي معاملة أهل الذمة ويجب التقيد بها وهذه الأخطاء وغيرها وخاصة تهديد المصالح الحيوية لمن ساعد على وجوده وبروزه هي التي قلبت الأمور عليه وتم ربطه ولوحده بالإرهاب وتهديد سلام وأمن المنطقة والعالم.
وفي ضوء هذه الإدانة تحركت مشاورات ولقاءات المسؤولين الأمريكيين والغربيين وأنصارهم من قيادات وحكام الدول الموالية للغرب وسياساته في المنطقة منذ منتصف هذا العام 2014م وتبلورت جهودهم في إنشاء وإقامة تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للعمل من أجل القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الخطر المتفجر والظاهرة المثيرة لخوف ومخاوف هذه الدول.. وقد وصل عدد دوله إلى أكثر من (65) دولة وجاري العمل على تحديد الأدوار وتنفيذ المهام وفقا لتوجيهات (مايسترو) وقائد هذه الحرب الدولية وهو الولايات المتحدة الأمريكية العملية بدأت بالقيام بغارات جوية على مواقع هذا التنظيم في العراق وسوريا وعن طريق تسليح القوى الموالية لهذا التحالف والعمل على تأمين الغطاء الجوي للعناصر المتحاربة معه ومدها بالخبرة والخبراء والخطط الرشيدة والخيارات والبدائل ولا أحد يعرف كيف ستتطور هذه الحرب وإلى أي مدى ستستمر وما هي نتائجها ومحصلتها ولمصلحة من ومن المستفيد¿ وهل في الإمكان التنبؤ ببعض نتائجها الموضوعية أو القريبة من الموضوعية¿¿.

قد يعجبك ايضا