بلد المليون مطب (1-2)
جمال عبدالحميد عبدالمغني
لن أبدأ حديثي بمناقشة المطبات السياسية أو القانونية أو الانفصالية لأنها مطبات غير منظورة بالعين المجردة ولا حتى بالتلسكوبات بالرغم من أنها كارثية وآثارها مدمرة غالبا .. والمتضرر الأكبر منها عادة الوطن والشعب.
عموما سأبدأ بالحديث عن المطبات الفعلية والمتناثرة في طول البلاد وعرضها وقد استهوتني الكتابة تحت هذا العنوان وأنا عائد مساء أمس من مدينة إب الجميلة والفاتنة والتي أضحت اليوم درة المدن اليمنية بدون منافس بتضاريسها الساحرة واخضرارها الدائم ومدنيتها الملموسة ولوحاتها البديعة فعلا إنها درة الدرر يحتاج الزائر لها أن يتوقف كل 200 متر و300 متر وينظر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لأنه سيجد مناظر خلابة فريدة في كل اتجاه وتختلف عن ما شاهد قبلها في الوقفة السابقة هي عبارة عن مجموعة حلي ومجوهرات تطرز تلك الواحة الجميلة والفريدة والتي خلقها الله لتكون متنفسا لليمنيين تذهب عنهم العناء والمشقة وتعيد إليهم البسمة والسرور كل ما ضاقت بهم الأحوال.
هذا الحسن والبهاء برغم عشوائية البناء في بعض أنحائها وسوء التخطيط لبعض شوارعها فماذا لو تم تدارك تلك الأخطاء وتم الاهتمام قليلا بتخطيطها وتركت المساحات اللازمة للحدائق والمتنفسات والمواقف ربما لنافست أجمل المدن الأوروبية عفوا فقد سرقني سحر إب عن الحديث الرئيسي والمهم.
عن (المطبات) التي يصعب حصرها على طول طريق صنعاء – إب وصولا إلى تعز أو عدن وهي كذلك في جميع الخطوط الرئيسية الموصلة بين المحافظات ناهيك عن اكتظاظ شوارع المدن الرئيسية وحتى الثانوية بتلك المطبات المميتة أحيانا.
وهناك من يقدر عددها في عموم محافظات الجمهورية بأكثر من المليون وهذا رقم رهيب ونتفوق به على كل بلدان العالم بلا منافس وبهذا نكون قد تبوأنا مركز الصدارة العالمي في الفساد وفي عدد المطبات ياله من إنجاز عالمي!!!
أما أهم أنواع المطبات في بلادنا بحسب الأغراض التي نصبت من أجلها فهي من المطبات الأمنية الموجودة في كل نقاط التفتيش والجميع يتفهم وجودها لأنها أقيمت لإجبار الناس على التوقف لغرض التحري والتفتيش بهدف فرض هيبة الدولة وبسط نفوذها والبحث عن مشتبهين بإقلاق وتعكير أمن الوطن أو المواطن ولكن يجب التخفيف من هذه النقاط قدر الإمكان وحصرها في مداخل المدن بعد أن تستتب الأحوال والظروف الأمنية إن شاء الله.
وهناك المطبات التي يعتبرها المواطنون البسطاء مطبات اقتصادية تساعدهم على الاسترزاق وهي متعددة الأغراض وللمواطن كامل الحرية في نصب أي مطب لتصريف منتجاته حيث ينصب بائع الخضار مطبا في أي طريق رئيسي وبائع القات مطبا ربما يشترك من مجموعة من أقرانه وكذلك بائع المياه المعدنية والعصائر وغير ذلك وهناك مطبات عبثية أو انتقامية -إن جاز التعبير- فمثلا قد تجد في ضروان مطبا نصبه شخص لأن حماره أو خروفه صدم في ذلك المكان ويخشى من تكرار الحادث مستقبلا. و”للحديث بقية”.