الفساد.. الوجه الآخر للإرهاب

محمد العزيزي


 - 
* دخلت السيارات المفخخة حلبة الحرب العنيفة التي تدور رحاها في شوارع وأزق المدن والعواصم  كسلاح فتاك يفتك باليمنيين الأبرياء أطفالا  نساء  شيوخا  وع

* دخلت السيارات المفخخة حلبة الحرب العنيفة التي تدور رحاها في شوارع وأزق المدن والعواصم كسلاح فتاك يفتك باليمنيين الأبرياء أطفالا نساء شيوخا وعابري سبيل.. لم يكتف تجار الحروب والإرهاب بالاغتيالات والعبوات الناسفة ليستخدموا السيارات المفخخة التي لا تستثني في مكانها أحدا.
* السؤال الذي مايزال حائرا ويبحث عن الإجابة .. منú المستفيد منú قتل الأبرياء ولخدمة من ¿.. وهل يعتقد منفذو هذه الجرائم البشعة أنهم يخدمون البشرية والدين ¿ ومن خلالها تحقيق مكاسبهم ومآربهم الدنيئة في الوصول إلى السلطة ليحكموا بقايا الأشلاء التي مزقتها أفعالهم وأفكارهم الخبيثة والضالة باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمتبرعين من قليلي العقول بتنفيذ العمليات الانتحارية أو القتل من على الدراجات النارية اللأهثين أو المستعجلين في الوصول إلى الجنة بسرعة ولحظة انطلاق مقذوف السلاح وانفجار السيارة.
* خلال الأسبوع الماضي شهدت العاصمة صنعاء والمدن الأخرى عشرات الانفجارات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والاغتيالات من على الدراجات النارية ولم تكن أي من المحافظات اليمنية في منأى عن أفعال المجرمين والأعمال الشريرة والحالة المزرية للوضع الأمني الذي تعيشه البلاد “يمننا الحبيب”.
* لم يكن الإرهاب وحده الحرب الضروس التي تعاني منها اليمن وتطال أسهمها كل أبناء الوطن ووصلت الأحزان إلى كل منزل وبيت بل نحن نعيش حروبا كثيرة ومتعددة الأهداف والارتباطات داخليا وخارجيا متوازية مع حرب الإرهاب القصد من ورائها تدمير البلاد وإعاقة خروجها من دوامة الأزمة وغمة المشاكل التي هبت رياحها بداية العام 2011 ولاتزال.
* المؤسف والباعث للألم والقهر أن من يقوم ويخطط ويدبر وينفذ هذه الفظائع من الجرائم التي لا يقرها دين ولا عرف هم من أبناء جلدتنا .. يمنيو الأرض والمنشأ والدم والعرق والمذهب والدين واللغة والفطرة أيضا.
* من هذه الحروب التي لا تختلف عن حرب الإرهاب حروب وجرائم الفساد التي مارسها ويمارسها حفنة من الجبناء الذين استبدلوا جلودهم ووطنيتهم ويمنيتهم وتنكروا لهذه البلاد ولبسوا جلود الخصومة والعداء والشر.. إنهم أناس لا هم لهم إلا العبث بالمال العام ومقدرات الوطن والشعب لهثا وراء الكسب غير المشروع والثراء الفاحش على حساب الوطن وأبنائه ضاربين بالمصلحة العامة للبلاد عرض حيطان وأسوار الوطن الجامع لليمنيين والعرب والمسلمين.
* إن الفساد المالي والإداري الذي يعبث وينخر جسد الدولة لا يقل خطره عن خطر الإرهاب والحرب عليه لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب فكلاهما يهدد أمن الدولة ويفضي إلى انهيارها وإضعافها والأيادي التي تمارس الإرهاب والفساد هي تلك الأيادي الخفية التي نذرت نفسها ورهنتها للشيطان ولأعداء الوطن.. ولذا فإننا نقول أن الفساد هو الوجه الأخر للإرهاب ونحتاج إلى تضافر كل الجهود والقوى الخيرة لدحر أفكار الفساد والإرهاب وبتر كل الأيادي العابثة بالوطن وأمنه واستقراره ومقدراته.

قد يعجبك ايضا