بين فساد وفساد فساد !!!

عبدالرحمن بجاش

كتب صاحبي معلقا في الفيسبوك على موضوع عمود الخميس (( فواكه جلسات ¿¿ معقول !! )) : عاد أعضاء هيئة مكافحة الفساد طيبين , وإذ اتصل بي لأنني لم أعقب على ما قال , فقد شرحت له السبب , فخلال ثلاثة أيام كرهت نفسي وكذلك من في البيت لمعاناتنا من الكهرباء والانترنت , فالكهرباء تأتي وتذهب بين كل خمس دقائق , لتأتي مرة واحدة , وبين إغماضة الكهرباء وانتباهتها يضيع النت , وكما يقال شر البلية ما يضحك فالنت يعود كلما عاد الماطور بصوته المزعج , فإذا عادت كهرباء المؤسسة ضاع , ربما احتجاجا !! لا أدري , تليفون البيت الثابت غائب من حوالي خمسة أيام , اتصلت بسببه بكل من أعرف ومن لا أعرف , وكل يدق صدره , بدون فائدة إلا إسماعيل العوامي , – سلام الله على أيام عبد الملك المعلمي , كنت تتصل بهذا الشاب الطيب (( عكام )) , فيلبى طلبك بلمح البصر , الآن يبدو حتى طلباته لم تعد تلبى !! , في اتصال الصديق شرح لي ما قصدت به الهيئة التي سأسميها من اللحظة (( هيئة مكافأة الفساد )) , والسبب أنها لم تعر أمر ما كتبت أي انتباه , فلم تقل للناس (( ما قلته عطفا على ما قاله الأمين العام هل هو صحيح او مجرد تصفية حساب )) , قال صديقي وهو يعمل في وزارة هامة : (( وكيف لو شفت بدل السفر للوزير الذي كان ¿ )) , قلت كيف ¿ قال : بالملايين , قلت له : ذكرتني , فالمسؤول الذي كان بالقرب مني ذات لحظة , اذا نوى السفر وبدعوة من الانترنت !! قالوا : أين بدل سفر الأستاذ ¿ فيصرف , فيقولوا : وأين نثريات الأستاذ ¿ فتصرف , ثم : أين قيمة الهدايا التي سيحملها الأستاذ ¿ فتصرف نقدا او عينا , ثم تفاجأ بأنه لم يسافر !! , فتسأل ¿ يكون الزبانية قد عمموا بأن الرئيس طلب اليه ألا يسافر , وأحيانا يتواضعون فيعممون على المساكين المبهورين بأن الوزير هو من طلب إليه ألا يسافر , نفس الزبانية من يقومون بعمل التسويات ويا دار ما دخلك شر !! , أنواع وألوان من الفساد وباللوائح إياها من تطبخها إدارات الشؤون المالية (( حسب اللائحة )) او (( حسب النظام )) لتستمر سرقة هذه البلاد وبموجب (( اللائحة والنظام )) , وإن أردت أن تضحك فيمكنك تجميع مادة كتاب فقط بقرارات (( إيقاف السفريات )) , قسما ولا وزير ولا رئيس مؤسسة ولا احد التزم بهكذا قرار !! , بل إن الجميع سافروا ولا تزال حقائبهم لدى صندقة المطار جاهزة لأي طارئ (( خدمة للصالح العام )) , الآن إذا أردتم ان تحاربوا الفساد فلا تبدأوا من عند الوزراء , بل من عند (( الموظف المختص )) , فهناك مصيبة مصائب هذه البلاد المنهوبة , ثم عرجوا على (( اللائحة, والنظام, وأسوة بغيره, ويستثنى , ولإجراء اللازم )) وتليفونات ((البهرره)) , ان أردتم محاربة الفساد فابدأوا من الأرضية التي تبنى عليها كل مخالفه , وان أردتم فابحثو عن حل لهيمنة مدراء الشؤون المالية ومديري الحسابات , وكل تلك التوقيعات التي حين تراها تسأل نفسك : ومن أين تمر كل مخالفه ¿ تذكرت اللحظة ما قاله لي صاحبي سعد : المصيبة تمر من تلك التوقيعات !!! , أنشئوا أجهزة موازيه كما فعل الحمدي , لتحل محل أجهزة نخر الفساد نفس الأدوات المذحلة فيها حتى العظم , ومالم تبدأوا بالصغار وتحلو هيئة (( مكافأة الفساد )) , وتعيدوا كل الصلاحيات للجهاز المركزي للرقابة , ونيابة الأموال العامة , قل : لنعد للقضاء هيبته غصبا عنه ……فتذكروا أن ثلاث سنوات وقليل” هي فترة الحمدي فقد استطاع الرجل أن يشد البلاد كلها , فليس الأمر بصعب على صاحب الإرادة ومن يمتلك في رأسه رؤية ومشروعا ………………