نشر التسامح.. مهمة وطنية عاجلة
معاذ القرشي
ليس أمام أبناء اليمن إلا أن يعززوا الثقافة التسامح والتعايش فيما بينهم فلم تأت الكراهية إلا بمزيد من الأحقاد والكوارث المتلاحقة والتي لا تزال آثارها حاضرة وبقوة في واقع اليمنيين.
نقول هذا من وحي متطلبات مرحلة وطنية يجب إنجازها بين اليمنيين جميعهم ويكونوا بمستوى التحديات لأن الشعوب والأوطان التي توقفت عندما أفرزته أزمنة الصراع ولم تتحرك إلى الأمام لم تنتج إلا المزيد من الصراع والخذلان والانتكاسات وكثير من النماذج شاهدة على ذلك.
هذا ما يؤكد أهمية تجاوز المسميات الصغيرة وأن يكون اليمن الكبير هو الهدف الغاية وأن تكون سلوكياتنا وممارساتنا تصب من أجل اليمن أفرادا وحكومة وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني.
لماذا الإصرار العنيد على التعصب عند نقاط الخلاف مع أن نقاط الاتفاق أكثر ولا تزال مشرعة لم يضم الجميع بالانطلاق فيها إلى رحاب اليمن الجديد والمزدهر واقتراع ما أنبته سيل الدهور من فساد ومن فوضى ومن إشاعة لسلطة الفرد والحاشية والقبيلة لإضعاف الدولة وإخفاق أجهزتها كمقدمة لإبقاء شعبنا في نفس المعاناة مع أن الإمكانيات حاضرة ومشهورة لكنها للأسف كرست من أجل مفاقمة واقع اليمنيين وليس من أجل صناعة التحولات العظيمة في حياة شعبنا.
لحظات الخلاف التي طالت واستطالت تكون فرصة لبناء دولة المؤسسات والقانون والنظام لكن نؤكد أن ثقافة التسامح إذا ما عملنا على إشاعتها قادرة على تضميد الجراح النازفة قادرة على خلق تنافس وطني خلاق لبناء اليمن طوبة طوبة سنكون قادرين على تجاوز مساعدات الدول وعدم المساس بسيادة وقرارنا الوطني.
تسامح اليمن فيما بينهم فكان توحيد بلادهم في عصور مضت وحققوا الوحدة اليمنية الهدف العظيم لشعبنا وقواه الوطنية لكنهم مدعوون اليوم إلى التسامح في سبيل ومن أجل مواجهة التطرف والإرهاب وتركة الماضي ومواجهة التحديات الاقتصادية إلا بالتسامح وتجسيد القبول بالآخر ورفض الكراهية.
لكن يبقى أن نؤكد أن التسامح ليس سلعة يمكن شراؤها أو جمعها في مخازن حتى يتم توزيعها بعد ذلك لمن يريد لكنها موجودة في الضمير الجمعي للإنسان اليمن الحريص على مستقبل وطنه والذي تتنازعه الكثير من الأخطار في أمنه واستقراره ولقمة عيشه.
إن إشاعة التسامح والوئام بين أبناء الوطن مهمة وطنية عاجلة وأقول للساسة إن دوركم يقتضي نسيان أو حتى تناسي خلافاتكم ومشاركة الشعب بناء الحاضر والمستقبل وتعزيز المحبة والتآخي ورفض التعصب وتفعيل القوانين والأنظمة والمساواة بين المواطنين في تطبيقه وضرب الرشوة والمحسوبية ومحاربة الفساد ووقف نزيف الدم اليمني..
لكن بوابة كل ذلك تبدأ من إشاعة ثقافة التسامح .. والسلام والمحبة.