الإرهاب لا دين له أو وطن
نجيب محمد الزبيدي
قلناها أكثر من مرة أن الإرهاب لا دين له أو وطن وهو آفة خطيرة على الفرد والمجتمع ككل ولا يستثنى منه أحد لأن نتائجه تكون على مستوى البلاد عامة ثم إن الإرهابي عادة ما يعرف عنه بأنه شخصية إنطوائية تعاني من وحدة نفسية لأسباب إما أسرية أو اجتماعية جعلته ينفعل داخليا بحثا عن دور يثبت فيه وجوده وأهميته للآخرين.
أما المساءلة الأخرى: أن هؤلاء الإرهابيين يتكبرون ولا يذعنون لنصائح العلماء أو العقلاء من المفكرين فكل واحد منهم يعتد أو يتمسك برأيه أو أفكاره ويتجمد في فهمه ولو حاول أحد منا أن يناقشهم أو يعرض عليهم ما يهديهم إلى الصراط المستقيم وسترى إعراضهم عنك وقد لا تسلم من إيذائهم لك.
بالتأكيد أن هؤلاء الإرهابيين قد ألحقوا الضرر بالبلاد والعباد وفي كافة مجالاته السياسية والأمنية والاقتصادية.
فالحادث الأخير الذي وقع في مدينة رداع بالبيضاء وراح ضحيته العشرات من الأبرياء وبالذات الأطفال أو الطلبة الصغار الدارسون بالمرحلة الابتدائية في مدرسة الخنساء للبنات أقول: لقد لاقى هذا الحادث الإجرامي البشع ردود أفعال عديدة واستنكارا وطنيا رسميا وشعبيا كبيرا.
الكل اتفق تقريبا على أن هذا الحادث أو المشهد الإجرامي كان الأكثر عنفا ودموية وحقارة والحاصل أن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية الشنعاء في مدينة رداع بالبيضاء قد تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية التي أكد عليها الدين الحنيف حين دعا أتباعه إلى البعد عن العنف أو الغلو.
سأجيب الآن على ذلك التساؤل الذي يقول: كيف يمكن لنا أن نواجه أو نحارب الإرهاب¿!
الحقيقة أن الإجابة أضحت واضحة بل ومعلومة للجميع فللقضاء على هذه الشجرة الخبيثة ـ الإرهاب ـ يجب على الجميع الوقوف صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد وليكن الجيش والشعب معا في خندق واحد, أما النقطة الأخرى, فأتصور أن المسؤولية ملقاة علينا جميعا كل امن موقع عمله بالبيت أو المدرسة في الجامعة أو المسجد وكذا الوزارة.
في الأخير, أقولها ناصحا لكل من باع نفسه للشيطان وأتباعه وسار على غير ذلك الطريق السوي أو المستقيم: يا هؤلاء اتقوا الله في البلاد والعباد ثم اعلموا جيدا أن قتل النفس بغير الحق من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله ولا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وهو ذنب عظيم موجب للعقاب في الدنيا والأخرى.
اللهم وحد صفوف أهل اليمن واحقن دماءهم وأجمعهم على كلمة الحق والدين… آمين اللهم آمين.