اليابان

احمد سعيد شماخ

 - 
كانت اليابان خاضعة لسلطه مركزية منعت اليابانيين من المغادرة إلى الخارج ومنعت دخول الأجانب إليها وفرضت حصارا مطبقا حتى العام 1853م إلى أن استطاع هذا البل
احمد سعيد شماخ –

كانت اليابان خاضعة لسلطه مركزية منعت اليابانيين من المغادرة إلى الخارج ومنعت دخول الأجانب إليها وفرضت حصارا مطبقا حتى العام 1853م إلى أن استطاع هذا البلد أن يبني نفسه بنفسه بإرادة قيادته وأبنائه إلى أن أصبحت اليابان اليوم قوة اقتصادية عالمية لفت إليه أنظار كل دول العالم وعلى رأسها بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية والتي أقامت معها علاقات تجارية وسياسية.
في يوليو 1853م دخلت إلى خليج طوكيو العديد من السفن الأميركية حاملة معها رسالة وهدايا لإمبراطور اليابان تطلب منه فتح موانئ اليابان أمام السفن الأميركية تلى ذلك روسيا أيضا غير أن الموقف الأميركي آنذاك كان يحمل في طياته أوامر باستخدام القوة لفرض رغبته لاعتبار أن قدرة السلاح الياباني كانت ضعيفة لا تستطيع من مواجهة الأسطول الأميركي بقيادة كومو دور ما ثيو بري الذي لم يتردد في استخدام القوة لإرغام اليابانيين على تنفيذ مضمون الرسالة والذي ترتب على أثره فرض شروط تمس السيادة اليابانية آنذاك وفتح مرافئهم للأميركان ومنع اليابانيين من رفع الرسوم الجمركية عليهم والسماح للأميركيين المقيمين على الأراضي اليابانية إتباع القوانين المطبقة في الولايات المتحدة وليست القوانين المتبعة في اليابان وتلى ذلك اتفاقيات مماثلة لدول أخرى مع اليابان غير أن هذه التجربة المريرة لدى اليابانيين قد خلقت الوعي والرغبة لدى عموم اليابانيين بالتخلص من التدخلات الأجنبية والاستقلال الوطني عن طريق تبنى النظام العسكري الأوروبي حيث قام إمبراطور اليابان بإرسال عدد من الشباب الياباني للدراسة لدى الدول الغربية نفسها والقيام بإصلاحات مختلفة لتطوير البلاد شملت مجالات عدة مهمة تماشى مع النظام الضريبي حيث استعانت اليابان بخبرات البريطانيين لبناء أسطولها التجاري وأتباعها قانون نابليون سنة 1870م والذي على أثره أصبحت اليابان بحلول العام 1900م تمتلك أكثر من 4000خط سكة حديد وفي العام الذي يليه أصبح تمتلك أكثر من 5000 سفينة مصنعة على الطراز الأوروبي يرافقه إصلاح عسكري لقواتها اعتمدت اليابان فيه على قوة العزيمة بالعمل وفق الخطط الفرنسية والألمانية المتطورة الخاصة في بنا الأساطيل والاعتماد على خبرات البريطانيين لتنظيم العمل تلى ذلك مرحلة إنشاء الصناعات الثقيلة لتسهيل عملية التسليح ولم تكتف اليابان بتقليد الغرب في بنائها الداخلي فقط بل تعدى ذلك الأمر إلى تقليد الروح الاستعمارية والعدوانية كما كان عليه الحال في حروبها مع الصين في العام 1894م وتوقيعها معاهدة أخرى أيضا مع بريطانيا في العام 1902م بعد أن قامت بتخطيط لحرب جديدة مع روسيا تتعهد بموجبها المملكة المتحدة بمعاونة اليابان في حال وقوف أي دولة إلى جانب روسيا والذي على أثره شنت هجوما على مرفأ آرثر الروسي وفي 8 شباط 1904م حققت اليابان انتصارا غير متوقعا على روسيا مسجلة أول ظهور لها في مطلع القرن العشرين .
لقد كان اليابانيون هم أول المجتمعات على مستوى العالم يعتمدون العلوم والتقانات والتكنولوجيا لحل قضاياهم ومشاكلهم واستخدامهم لها بنجاح كبير وهو الأمر الذي مكن هذا البلد من الظهور إلى السطح كدولة عظمى عزز مكانته ذلك الشعور القومي وحفز المجتمع الياباني من الوقوف ضد الاستعمار الأوروبي ولهذا السبب بقيت اليابان وشعبها في مأمن من التدخلات السياسية والعسكرية من قبل القوى الاستعمارية التي لم تستطيع فيما بعد من منافسة الصناعات اليابانية في أسواقها الداخلية بل وفي موقعها على الكرة الأرضية وفي إرادتها لقد بحث اليابانيون عن تلبية متطلباتهم واحتياجاتهم الاقتصادية من الغذاء والمواد الأولية بتوجههم إلى منشوريا حيث تمكنت اليابان من السيطرة على ذلك البلد في فبراير 1932م حين أعلنت اليابان استقلال منشوريا ومنغوليا الداخلية وأعلنت ما نشوكو كدولة وهذه الدولة تفوق بمساحتها اليابان نفسها بثلاث مرات غير أن اليابان كانت قد أعلنت أنها دخلت هذا البلد لتساعده فقط في بسط الأمن وإنشاء حكومة قوية وستنسحب فور ذلك ’ والحقيقة وفقا للمراجع التاريخية هي أن دولة ما نشوريا كانت قد أصبحت عبارة عن دمية في يد اليابان رغم إعلان انسحاب اليابان منه كما أعلنت اليابان في العام 1934م الحرب على الصين بحجة أنها تريد منع التدخل الغربي في الشرق الأقصى واضعة في حساباتها من أنها سوف تتمكن من إخضاع الصين لها خلال مدة أقصاها 3اشهر ’ لكن الأمر كان عكس ذلك’ فبعد العام 1934م ظهر إصرار وتصميم الصينيين وثباتهم في رفض الهزيمة والاستسلام لليابان وقاتلوه بشراسة ولم يستطع اليابانيون من إسقاط الصين أو من إقامة حكومة دمية في الصين وفقا لأحلامهم

قد يعجبك ايضا