(( ارميتاج )) يمني …لم لا !!

عبدالرحمن بجاش


 - كلما جلسنا وذهب حديثنا إلى التراث والآثار , أسأل دائما من أمامي مباهيا بما أعرف : كم عدد القطع في المتحف الوطني ¿ فيكون الرد الدائم (( لا أدري )) , فألح انا : كم¿ أذكر أي عدد , بعضهم يقول: ألف , وآخر : عشر , وثالث :ألفان , فأنقض

كلما جلسنا وذهب حديثنا إلى التراث والآثار , أسأل دائما من أمامي مباهيا بما أعرف : كم عدد القطع في المتحف الوطني ¿ فيكون الرد الدائم (( لا أدري )) , فألح انا : كم¿ أذكر أي عدد , بعضهم يقول: ألف , وآخر : عشر , وثالث :ألفان , فأنقض بما أعرف عليه منتشيا , هل تعلم كم هو عدد القطع الفنية في متحف ((ارميتاج)) ¿ , كثيرون لا يعلمون ولا يعرفون عنه شيئا , ولهم ولنا أقول أن المتحف في مدينة لينينجراد من عاد إليها أسمها القيصري (( بطرسبرج )) , وهي مدينة قل بل هي آية من آيات الجمال تطرز الشمال الروسي , قريبة من آيات الجمال القريبة فنلندا بلاد ((نوكيا)) وغيرها من بلاد شمال اوروبا او الأخوات الاسكندنا فيات الثلاث , وهن يشتركن في رؤية الظاهرة الكونية أيام عز الصيف الشمال اوروبي (( الليالي العشر البيضاء )) حين لا تدرك الليل سوى بساعة معصمك , أما انك ترى الليل فلا يمر عليك , لذلك تراهم يحتفلون بها وأي احتفال , وياتي لرؤية الظاهرة آلاف السياح ,(( لينينجراد أو بطرسبرج)) تزين صدرها وعلى نهر ((نيفا)) قلادة اسمها (( أرميتاج )) حيث الـ3 ملايين قطعة يحتويها المتحف العظيم يحكي (( حضارة 250 عاما )) . في أحد اعوام حكم الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني عادت ((كلودي فايان)) صاحبة (( كنت طبيبة في اليمن )) يسبقها حنينها الجارف إلى صنعاء وفي حقيبتها 20 الف دولار , قالت للقاضي : ((أمنح صنعاء أحد المباني القديمة فلدي المال لاؤسس متحفا وطنيا )) , فكان لها ما نراه الآن كما أسسته السيدة العظيمة من ننحني لها احتراما , ومن يومها لم يضف إلى المتحف الوطني سوى أنه يغلق أيام العطلات والإجازات !! , و يمكن لك تحويل ساحته إلى قاعة أفراح لعرس ابن أو قريب !! , وكلما ذهبت إليه لا اجد ما يمكن أن يكون جديدا . حين تدلف من أحد ابواب (( أرميتاج )) العظيم تفاجئك سلالم القصر الذي انجب 6 قصور بجانبه , درجاتها وسلالمها تجعلك اياما فقط رافعا راسك خافظا لها تتملى الجمال الإنساني على كل نقطة تضع عليها عينيك !!! , أما إذا دلفت إلى ردهاته وقاعاته فاعلم أنك ستعبر 22 كيلو مترا , وإذا وقفت أمام كل قطعة لمدة 8 دقائق فذلك يعني أنك بحاجة إلى 15 عاما لتكمل جولتك !!! , كاترين الثانية امبراطورة روسيا اتهمت بانها لا تشجع الفنون ولا الثقافة عموما , لكنها هي من أنشأت أو أسست (( ارميتاج )) العظيم!! , ومن لوحات اتفق تاجر برليني معها وكان عليه دين لها لم يستطع سداده أن يضعها كرهن لسداده خلال مدة معينة إذا لم يستطع السداد تؤول لوحات فنانين هولنديين واوروبيين من ذلك الزمان إليها , مرت الفترة لم يف بدينه لكاترين الثانية فامرت أن يخصص لها ((خلوة)) , والخلوة موجودة في دورنا القديمة في القرى !! وبالروسية (( ارميتاج )) خلوة أو الركن القصي الذي يجلس إليه الأهل وأصحابهم المقربون جلسات حميمة , شيئا فشيئا تحولت الخلوة إلى متحف عظيم يزين ليالي ونهارات لينينجراد , تنعكس أضواؤه على صفحة نهر (( نيفا )) ذهبا خالصا , وسمعته في كل الآفاق في جهات العالم الأربع , …الآن تحدثت وزيرة الثقافة عن مبنى آخر لمتحف قومي , وما قالته يصب في الاتجاه الصحيح لبعث الفعل الثقافي من جديد بكل أجنحته وريشه , دعونا نحلم كما حلمت أروى قبل أن تعين وزيرة للثقافة بأن يتحول التحرير كله إلى مجمع لكل الفنون من موسيقى وسينما ومسرح , وثمة فكرة في رأسي اضعها أمام الجميع يمكن أن تحول الحلم إلى حقيقة لو وقف الجسم الثقافي كله ومجموع الناس بكل تكويناتهم وقطاعاتهم الاقتصادية التي تدرك معنى الثقافة مع الوزيرة لإخراج الفكرة إلى حيز الوجود , أما أن يتحول قصر السلاح إلى المتحف المنشود , أو يمكن تحويل منطقة باب اليمن من مدرسة المدفعية إلى نهاية مجمع الدفاع إلى مجمع ثقافي قل مدينة مصغرة.. تزال كومة المباني التي أمام الباب والتي حلت محل السور , هي فكرة ربما جنونية وتحتاج إمكانيات كبيرة جدا , يمكننا أن نحول الأمر إلى مشروع قومي يساهم فيه الناس جميعهم , أوليس الجنون خروجا عن المألوف ¿¿ …أعيدوا أنتاج الصورة في أذهانكم …تخيلوا تلك المنطقة كيف ستكون

قد يعجبك ايضا