قصورها وحصونها وأعلامها .. قامات سامقة تعانق السحاب
إعداد/محمد عبدالله العرشي

● أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أقدم في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء مديرية ومدينة كحلان عفار وأكتب مقالي هذا مواكبا لفعاليات خليجي 22 في الرياض والتي نجحت فيها بلادنا ممثلة بمنتخبنا الوطني لكرة القدم لتكشف لنا العديد من الحقائق الهامة عن أصالة بلادنا وحب اليمنيين واعتزازهم ببلادهم وتفانيهم في حبها والدليل على ذلك الحماس الشديد من قبل أبناء اليمن المغتربين في المملكة العربية السعودية الشقيقة الذين توافدوا من كل أصقاع المملكة على ملاعب إقامة المباريات في الرياض شبابهم وشيوخهم بل وأطفالهم وهذه الظاهرة أذهلت كل مشاهدي مباريات منتخبنا الوطني من دول الجوار في المملكة وبقية دول الخليج بل وفي العالم العربي عموما
وهذه الظاهرة تؤكد أن جميع أبناء اليمن (من جنوبها وشمالها وشرقها وغربها) بكافة انتماءاتهم ومكوناتهم الاجتماعية ملتفون حول اليمن وفي نفس الوقت سقطت الشعارات المصطنعة حول دولة الجنوب العربي وكذا اظهرت حماس أبناء اليمن وأنها تريد أن ترسل عدة رسائل مباشرة وغير مباشرة:
أولاها: رسالة إلى السياسيين اليمنيين في الداخل والخارج بأن الرياضة نجحت في ما فشلوا فيه فوحدت قلوب اليمنيين قبل أجسادهم..
ثانيها: رسالة إلى دول الجوار أن الشعب اليمني شعب أصيل لا يمكن أن يفرط بوحدته وانتمائه إلى اليمن..
ثالثها: حب اليمنيين للمملكة العربية السعودية وتضامنهم معها .
كحلان عفار
وردت في (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) كحúلان: فعلان من الكحل وهو السواد مأخوذ من الكحل الذي يكتحل به واليمانيون اليوم يقولون: كحلان بالضم وكحلان: من أشهر مخاليف اليمن…
كحúلان (بضم الكاف وسكون الحاء وآخره نون) وعفúار (بفتح العين وسكون الفاء) مدينة ومركز مديرية تحمل اسمها. تقع مدينة كحلان عفار على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة حجة وتبعد عن مدينة حجة17كم إلى الشمال الشرقي منها ويذكر أن المدينة بنيت في العصر الإسلامي والمدينة الحالية يبدوا أنها بنيت على أنقاض مدينة قديمة من عصر ما قبل الإسلام فقد عثر فيها على نقوش وآثار كتابية باللغة اليمنية القديمة وعثر أيضا على أسس مبان قديمة وحواجز مائية تعود للعصور والدول التي نشأت قبل الإسلام. وكانت الخطبة في هذه المدينة للخليفة العباسي وفي سنة 389هـ/999م دخل أمير كحلان في طاعة الإمام المنصور القاسم بن علي وخطب فيها للإمام.
كانت كحلان عفار تعرف في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي باسم كحلان تاج الدين نسبة إلى تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة. ومدينة كحلان عفار مبنية في قمة جبل تتوجه قلعة حصينة كانت تسمى موúتك وما زالت هذه القلعة التاريخية الحصينة ومبانيها قائمة حتى اليوم.
ومدينة كحلان عفار تمتلك موقع رائع حيث تشرف على العديد من القرى التي تنتشر في الجبال والتلال وعلى ضفاف الأودية المحيطة بها وتعد مدينة كحلان عفار إحدى المناطق السياحية الجميلة في اليمن وذلك بفضل موقعها المتميز والطبيعة الخلابة المحيطة بها وطراز مبانيها ومنشآتها المعمارية الذي يعتبر طرازا فنيا أصيلا يعبر عن أساليب البناء وتقاليد العمارة والزخرفة التي صنعتها ملكة الإنسان اليمني وزينت بها الجبال الشاهقة عبر مئات القرون.
مديرية كحلان عفار
مديرية كحلان عفار: تقع في محافظة حجة في الجزء الجنوبي الشرقي منها وإلى الشمال الشرقي من مدينة حجة بحوالي 17كم وتبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 110كم. يحدها من الشمال مديرية المغربة ومن الجنوب مديرية مسور (محافظة عمران) ومن الشرق محافظة عمران (مديريتا: السود وعمران) ومن الغرب مديريتا: المغربة وشرس.. وتعتبر مدينة كحلان عفار هي مركز المديرية وتبلغ مساحة المديرية 134كم2 وبلغ عدد سكان المديرية 40.424نسمة حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن عام 2004م.. وتضم المديرية (128)قرية تشكل (8)عزل هي: بني الطربي بني عشب بني موهب الدقيمي عزان عفار قيدان كحلان..
وتتمع مديرية كحلان عفار بتضاريسها الجبلية ومناخها البارد والجاف شتاء والممطر المعتدل صيفا مع التشكل الدائم للضباب على مدار العام. وكل مياه جبالها وأوديتها مجتمعة تصب في وادي مور الذي يعتبر من أكبر أودية اليمن. ويشتغل معظم سكان المديرية بالزراعة وتنتج المديرية القمح والذرة والبقوليات وغير ذلك من الحبوب. كما يشتغل بعض السكان بالعديد من الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية منها: الكوافي الخيزران الأواني الحجرية الأواني الفخارية والصناعات الخزفية والحياكة وتختلف منتجات الصناعة الحرفية في مديرية حجة باختلاف المنطقة سواء كانت جبلية أو سهلية حيث تتميز كل منطقة في المديرية عن غيرها بصناعة حرفية محددة وقد ساهم وجود العديد