أنصار الله شركاء .. حسم الرئيس ونصائح ياسين

عارف الدوش


 - يثار جدل واسع في مختلف الأوساط  حول ما حدث من زلزال في 21 سبتمبر الماضي بسيطرة  جماعة أنصار الله على العاصمة صنعاء ولازال يحدث بتمددها جنوبا وشرقا
يثار جدل واسع في مختلف الأوساط حول ما حدث من زلزال في 21 سبتمبر الماضي بسيطرة جماعة أنصار الله على العاصمة صنعاء ولازال يحدث بتمددها جنوبا وشرقا وغربا بسهولة ويسر دون ممانعة تذكر إلا من بعض البؤر والمربعات فلم يفهم الجميع بعد تحول جماعة “الحوثيين” سابقا و”أنصار الله” حاليا خلال فترة قصيرة من جماعة مظلومة ينادي البعض بإنصافها من ظالميها إلى جماعة مسيطرة على العاصمة صنعاء وتتمدد.
حالة جماعة أنصار الله وما وصلت إليه لم يستطع دهاة السياسة والتنظير فك طلاسمها ومعرفة مراميها أو التوقع ماذا بعد¿!! وكل طرف يتعامل مع ما حدث من وجهة نظره الخاسرون والمتناقضون فكريا وسياسيا ومذهبيا مع أنصار الله يغالون في الرفض والوسطيون يقبلون بشروط وهناك من يرى أنها مطية سيركبها إلى محطة ما وآخرون ينظرون إليها باعتبارها ” كبسولات مقوية “.
فهناك توجس وترقب ومكائد تصنع و بتعبير كثيرين هناك توريط لحركة أنصار الله بتمددها إلى مربعات ومناطق تماس يمكن صناعتها كبؤر مذهبية تمهيدا لتحويلها إلى بؤر طائفية إما لكسب جديد أو تعويض خسارة حديثة أو قديمة .
وهناك من يخشون إتمام سيطرة حركة أنصار الله على كل شيء في البلاد لأنهم سيكونون جميعا ضحايا مشروع خاص بالحركة لم تكشفه بعد ويرون أنه لن يوفر الخصوم ولن يشفع لمن وقف وساند الحركة في مرحلة كانت في أمس الحاجة إلى هكذا وقوف ومساندة.
وأمام هذه الضبابية والغموض وعدم اليقين التي تصنعها وتراكم المزيد منها الأحداث وتزيدها غموضا المواقف المتقلبة والمتغيرة بزاوية حادة لحركة أنصار الله يصبح التنبؤ أو التوقع بمسارات الأحداث مستعصيا على الفهم والتحليل السياسي ولا ينتج إلا مزيد من الطلاسم والأحجية التي تزيد الطين بلة ما لم يتم الإجابة على السؤال الجوهري وإلهام بوضوح: ما هو المشروع الوطني الجامع ¿ وأين تقف كل القوى بما فيها أنصار الله منه فكريا وسياسيا ¿ وما هي أدوات وسبل تنفيذه ¿.
فما يجري على الأرض يؤجج الفتن ويصنع محاضن نتنة للمذهبية والطائفية تمهيدا ” لتطييف” المجتمع وتقسيمه إلى مربعات مذهبية وطائفية سياسية متناقضة مع المشروع الوطني الجامع وهو ما سيفجر حروبا متواصلة تأخذ البعد المذهبي والطائفي وفي مرحلة متقدمة منها ستأخذ أشكال عرقية نتنة تؤدي إلى تطهير وإبادة أسر وأفراد بعينهم.
لكن بصيص الأمل جاء خلال حسم الرئيس عبدربه منصور هادي للجدل الدائر منذ شهور في حديثه أمام الاجتماع الاستثنائي لقادة الجيش في الـ17 نوفمبر الجاري ومن خلال نصائح وجهها الدكتور ياسين سعيد نعمان مستشار رئيس الجمهورية الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في مقالة ” بقع البارود فوق جدارية الحلم بوطن “.
فقد حسم الرئيس هادي الجدل الدائر حول ما حدث ويحدث عندما أشار في حديثه إلى ” أن الشراكة الوطنية هي مسألة ضرورية وملحة من أجل استقرار وأمن ووحدة اليمن .. منوها بأن أنصار الله هم اليوم شركاء ولا بد من العمل من أجل تطبيع الأوضاع ” وفي الوقت نفسه أعرب “عن أمنياته في أن لا تكون هناك توسعات لجماعة أنصار الله لتجنب إراقة الدماء واحتمالات اكتساب الطابع المذهبي الذي يرفضه الجميع ولم تعرفه اليمن على مر العصور”
أما الدكتور ياسين سعيد نعمان فقد صاغ في مقاله المذكور آنفا نصائح ذهبية لجماعة أنصار الله وللقوى السياسية الأخرى يفترض أن يتم قراءتها والوقوف أمامها بعناية فائقة لأهميتها خاصة وأن الأحداث والوقائع التي مرت بها البلاد والعباد منذ عقود أثبتت أن الأقوياء ” سلاحا ومالا” يجيدون صناعة الحروب ويتوهمون أنهم انتصروا فلا يستفيدون من النصائح لكنهم يتذكرونها عندما يقع الفأس في الرأس بعد ظهور أقوياء جدد ” سلاحا ومالا” لمحاربتهم وإقصائهم .
ونصائح د. ياسين في مقاله كثيرة نورد أهمها ما يخدم هذا المقال ” إننا أمام حرب أخرى من حروب الثارات ومهما كانت العناوين فهي حرب ثأرية بامتياز ومثلما تعثرت حروب الثارات السابقة أمام معضلة تحويلها الى مشاريع للتعمير فإن مصير هذه الحرب لن يكون أكثر من سابقتها إذا لم يجر تحويلها فورا إلى مشروع سياسي وطني ديمقراطي يستكمل ويصحح في مبناه ومعناه المسار السياسي الذي انتهى إليه الحوار الوطني”.
ويضيف د. ياسين” والاستناد إلى المعيار التاريخي في تقسيم المجتمع اليمني عرقيا كما تستحضره بعض أطراف الصراع في شحنها الطائفي الرديء فإنه جدير بـ” أنصار الله” أن يقرأوا هذه المسألة بعناية لأنهم سيخطئون كثيرا إذا ما قبلوا أن يكونوا طرفا في معادلة من هذا النوع “
وفي الفقرة عاشرا

قد يعجبك ايضا