الأنا.. والآخر (2)
محمد المساح
ويواصل “امبرتوايكو” فاطلاقية هذا المعيار قد تتعرض في الغالب للمساءلة.. فإذا قمنا بتطبيق هذا المعيار على كل من الباكستان وايطاليا.
نجد أن الباكستان تمتلك القنبلة النووية أما ايطاليا فلا فهل يعني هذا أن ايطاليا أقل حضارة من الباكستان¿
وكما يقول “إيكو” إذا ذهبنا بعيدا في تطبيق هذا المعيار على أنفسنا الغربيين: “فلماذا لا نحترم الحضارة الإسلامية التي أعطتنا ابن رشد وابن سيناء وأبوبكر بن طفيل”.
وأهم مؤرخ اجتماعي هو ابن خلدون في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يقتلون المسلمين في القدس.
ويرى “|إيكو” أن معيارا مطلقا مثل هذا سواء استند على “الأنتربولوجيا” علم الإنسان ـ الوصفية أو التاريخ.. يظل سلاحا ذا حدين.
فما هو معروف عن الأتراك في التاريخ الغربي وقسوتهم وأنهم كانوا يضعون أعداءهم على الخازوق لا يبرر القسوة البيزنطية التي كانت تقتلع أعين الأعداء.
وضمن هذا الإطار فإن كل معيار له حدوده التي يتحرك فيها فليست هناك حقيقة عامة أو جدل يستند واحد أو حد.
وهنا يقول “أيكو” إن هذه الطبيعة هي التي منحت الأوروبيين الفرصة لتعرية تناقضاتهم الخاصة مع أنهم في الكثير من الأحيان قد لا يكونون قادرين على حلها.
فمن بين التناقضات التي قد تظهر في هذا المدخل من خلال الأمثولة.
” كيف نتمكن من إطالة أعمار الملايين الذين يموتون في أفريقيا من الإيدز وأعمارنا في الوقت نفسه” بدون أن نتقبل دورنا وذنبنا في الكوارث الاقتصادية والبيئية التي جعلت الملايين يموتون من الجوع والإيدز في أفريقيا نفسها¿
ويدعو ايكو بدلا من هذا الغرب إلى تطبيق مدخل يسمح بنقل التجربة الغربية للآخرين دون رعاية وبتجرد من الماضي الكئيب ويشير في هذا الاتجاه إلى منبر دولي هو “منظمة الثقافة العابرة للقوميات” والتي يبدو أن “أيكو” يشرف عليها في جامعة “بولونيا” في جنوب ايطاليا.