المؤتمر الخامس للبحث العلمي في بلادنا
أحمد عبدربه علوي
تجرى الآن الاستعدادات في بلادنا لعقد المؤتمر الخامس للبحث العلمي في يوم 25 نوفمبر 2014 الشهر الجاري ومثل هذا الاهتمام بانعقاده شيء يدعو للارتياح لأهمية ذلك المؤتمر .. ولا شك أن القيم في البحث العلمي تعني الالتزام بالأمانة العلمية والهدف النهائي لأي بحث علمي هو تقديم شيء جديد يتمثل في «الإضافة العلمية» والإضافات التي تمت على امتدات عشرات السنوات في فروع المعرفة المتخصصة المختلفة هي التي أدت بالبشرية للعيش في العصر التكنولوجي بمحاسنه ومساوئه.. وتتمثل الأمانة العلمية التي يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بالقيم في عدة أمور منها:
الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصادر العلمية المستخدمة في البحث سواء عندما يتم النقل من هذه المصادر بالنص أو عندما يتم نقل مضمون فكرة معينة من هذه المصادر أو مجرد قيام الباحث بعمل دردشة مع أحد الأساتذة استخدمها في بحثه أي لا يجوز للباحث أن ينسب لنفسه شيئا لا يمتلكه.
ألا يكون الباحث متحيزا أو متأثرا بفكر معين عند عرض موضوعه أو عند استخلاص نتائج بحثه.
ألا يكون الباحث متحيزا في اختيار المصادر العلمية للبحث فلا يقتصر اختياره على المصادر العلمية التي تقتصر على تأييد فكرته أو يقتصر اختياره على نوعية معينة من المصادر فعلى سبيل المثال لوحظ أن بعض الباحثين في بعض الكليات يقومون باختيار المصادر العلمية الخاصة بالأساتذة المشرفين على بحوثهم ويتجاهلون المصادر العلمية الأخرى حتى لو كانت مرتبطة أكثر بموضوعاتهم وهذا المثال من أمثلة تدهور القيم في البحث العلمي أو يمكن أن يطلق عليه النفاق العلمي.
الالتزام بالأمانة العلمية عند قراءة وتحليل المصادر العلمية بمعنى أن يكون استخلاصه نتائج هذه المصادر نتائج أمينة ومعبرة عما توصلت إليه هذه المصادر.
الحصول على معلومات موضوعية من مصادر موثوق منها لاستخدامها كمدخلات عند القيام بالدراسات التطبيقية ونطلب من القائمين على هذا المؤتمر أن يتمعنوا ويدققوا على الدراسة التطبيقية التي سيتقدم الباحثون بشأنها وأسماء الإدارات أو المكاتب التي أجرى فيها هذا الباحث دراسته التطبيقية وأسماء الأشخاص الذين تمكن من مقابلاتهم أثناء زيارته تلك المكاتب قبل منحه الدرجة العلمية أو المصادقة على بحثه الذي تقدم به إليهم مراعاة للمزيد من الدقة حتى لا تتدهور القيم في البحث العلمي لا سمح الله.
استعراض كل الآراء العلمية المرتبطة بفكرته العلمية وعدم اقتصاره على استعراض نوعية معينة من هذه الآراء التي تمثل وجهة نظره فقط حتى لا تكون نتائج البحث متميزة.
عدم استخدام برامج الحاسب الالكتروني بطريقة تؤدي إلى استخراج النتائج التي يرغب فيها الباحث أو النتائج التي تتفق مع تحليله النظري.
هذه مجرد أمثلة للأمانة العلمية وبوجه عام يمكن القول بأنه على الباحث الالتزام بالقيم عند كتابة بحثه وعند قراءة المصادر العلمية التي يستند إليها.. ومن ناحية ثانية يجب أن تكون هناك أمانة علمية عند تحكيم البحث أي إجازته فيجب على المحكم الالتزام بعدة قيم منها:
القراءة والتحليل المحايد للبحث واستخلاص النتائج المعبرة عنه.
الالتزام بالموضوعية والبعد عن الأهواء الشخصية عند الحكم على البحث.
الالتزام بمعايير محددة لتقييم البحث وإعطاء وزن معين لكل معيار من هذه المعايير.. والله ولي التوفيق.
رئاسة مجلس الوزراء
