أما آن للعنف والإرهاب ان يتوقف
أحمد الزبيري
قوانا ونخبنا السياسية لا تتعلم من أخطائها ولا تستفيد مما مر بها من تجارب وخبرات يفترض أن تكون راكمتها أحداث ووقائع انتهت إلى نتائج سلبية وبالتالي نجدها تتخذ مواقف ملتبسة وغير قابلة للتفسير تجاه قضايا أساسية ورئيسية ومحورية مظهرة في أحايين كثيرة أنها تتعامل برد الفعل وليس انطلاقا من رؤى وتصورات نابعة من فهم واعي وعميق لمعطيات الأحداث والمسارات التي يمكن أن تتخذها وما يمكن أن ينجم عنها من نتائج تصب في محصلة تأثيراتها الايجابية أو السلبية على الوضع في البلد وانعكاساتها على تلك القوى السياسية التي تمثلها هذه النخب.
هكذا تعاملت مع الحراك الشبابي الشعبي التغييري في عام 2011م الذي إعادته إلى مربع أزماتها وصراعاتها الذي استمر من النصف الثاني لعقد القرن الماضي الأخير وحتى اليوم ليتداخل فيه محوري تحالفات السلطة والمعارضة إلى حد التناهي بينما يمكن أن يطلق عليه أقصى اليمين وأقصى اليسار ليصل إلى عدم التفريق والتمييز في خطاب القوى السياسية الإعلامي وحتى في البرامج وطرح المعالجات والحلول والقضايا ومشاكل اليمن .
قد يبرر البعض أن ذلك يندرج في أطار مفهوم البرجماتية السياسية وفقا لمبدأ أن ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة ولكن عندما تفتش عن تناقضات وتقاطعات وتلاقي المصالح تكتشف أن المصلحة التي تجمعهم وتفرقهم هي السلطة التي يسعى من هو فيها إلى الاحتفاظ بها ومن هو خارجها يسعى إلى الوصول إليها بشتى الوسائل والأساليب التي لا تحكمها أية مبادئ أو قيم أو أخلاق ولا حتى معايير وضوابط سياسية تفصل بين الاختلاف والخصومة والصراع الذي يتخذ مظاهر عنفيه مسلحة والذي يفترض أن يكون محكوما بقواعد اشتباك وهذا واضح في استخدامه الدين والعناصر الإرهابية – وطبعا ليس عند الكل – مع أن الصراع دنيوي والدين براء من كل ما يمارس باسمه من قبل هؤلاء .
واضح أن مصلحة الكل في هذا البلد إخراجه مما هو فيه حتى يستعيد آمنه واستقراره .. ومصلحة الجميع أن يبقى الصراع في سياقاته الموضوعية والواقعية الذي يتيح إدارة الخلاف والاختلاف حول كافة القضايا بالوسائل السياسية السلمية الحوارية .. الكل يدعي علنا انه مع هذا النهج والدليل أنهم انساقوا لحل أزمات وقضايا اليمن إلى المبادرة الخليجية والكل باستثناء العناصر الإرهابية شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني والكل وقعوا على الحلول والمعالجات التي خرج بها توافقهم إلا أن الأطراف المتنفذه والمهيمنة كانت تبطن شيء آخر ولم تكن فترة مؤتمر الحوار الوطني إلا استراحة مقاتل وفسحة لكسب الوقت الذي لم يفوتوا وهم تحاورون ممارسة العنف إرهابا واحتراب من اجل مشروعه الذي تحققه في تفكيرهم لا يكون إلا بتهميش وإقصاء الأخر بهزيمته بقوة السلاح .
الآن وقد وصلنا إلى ما وصلنا أليه وبات واضحا أن العنف والقتال أدت وتؤدي إلى المزيد من سفك الدماء والدمار والخراب الذي أصبح اليوم لا يطال ما هو مادي وجسدي وإنما وصل إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير الهوية الوطنية لليمن واليمنيين الأرض والإنسان والتاريخ والحاضر والمستقبل مع أن أمامنا ما يجنبنا هذا كله ونعني هنا تطبيق اتفاق السلم والشراكة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .