المخلصون يبقون في ذاكرة الشعب

مطيع السباعي

 - مثلما هنالك من يشغل العالم بمساوئه وفساده ويجعل الحياة جحيما لا تطاق هنالك كذلك من يضفي على الحياة رونقا وبهاءا وازدهارا وعبيرا هناك من يملا العين جمالات والقلب حبا والروح فخرا واعتزازا.
مثلما هنالك من يشغل العالم بمساوئه وفساده ويجعل الحياة جحيما لا تطاق هنالك كذلك من يضفي على الحياة رونقا وبهاءا وازدهارا وعبيرا هناك من يملا العين جمالات والقلب حبا والروح فخرا واعتزازا.
ومثلما هناك نخلات حمقاء بخيلة وأنانية تفصل ظلها على جسدها كما يقول إيلياء أبو ماضي فلا يكون به طول ولا قصر ولا تثمر في المقابل نخلات باسقات لها طلع نضيد أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حسين نخلات كلها عطاء ترمي بصخرة فتعطي أطيب الثمر.
وبرغم كل الاخفاقات والأداء الفاشل والممارسات الانهزامية التي اتسمت بها حكومتنا الرشيدة بالإحباط .. ما زال هناك أشخاص يطوفون في أذهاننا كالملائكة من نورهم تتسلل إلينا خيوط الضوء مبددة ظلام الآخرين واخفاقاتهم يمنحون أرواحنا شهية الاستمرار والأبحار في موج الحياة وعواصفها.
أشخاص لا نستطيع توصيفهم والإحاطة بمساحات أدبياتهم الشاسعة ووقيمهم الشاهقة ومبادئهم المسافرة بين الأمم والبلدان أشخاص كلما حاولنا أن نضغط على قدرات اللغة في وصفهم نجدهم فوق اللغة بمختلف منظوماتها الإرشادية والإحالية والايقونية.. لا أريد أن أتأخر كثيرا عن ذكر من هم أولئك الأشخاص الذين أعنيهم في هذه المقدمة البسيطة لأنهم ببساطعة جدا اللواء الركن عبده الترب وزير الداخلية لا غير.
ففي هذا الرجل العظيم والوزير المخلص الشجاع الناجح استطيع أن أختزل العالم بكل مكوناته وأبعاده وقيمه الأصيلة المطبوعة في جبينه كسجدة مؤمن نحتت ظلها حقبة من التبتل والابتهال في محراب الذات الإلهية التي تملأ أرواحنا قدسية الحب والإخاء والتضحية في سبيل الوطن ونهضته وأمنه واستقراراه.
وأن ما يتصف به هذا الوزير المخلص لدينه ووطنه من سمعة طيبة وأخلاق سامية وما يتسم به من إخلاص في العمل واضعا نصب عينيه خدمة وطنه ساهرا على أمنه واستقراراه ومسخرا كل جهوده وطاقاته ووقته وروحه من أجل وطنه لذلك سيبقى في قلب الوطن فالوطن له قلب وعين وعقل.
والمخلصون لهذا الوطن فقط هم الباقون في ذاكرة سنين طويلة لا يمكن أن ينساهم فتاريخهم خافل بالسير العطرة والذكر الحسن فهولاء محط اهتمام واعتزاز وفخر الوطن المعطاء الذي حرم من مثل هذه الشخصيات النادرة والفذة كما أن للناس ألسن ومفاهيم يعرفون ويتحدثون من خلالها عن من هو المخلص الذي يؤدي عمله بكل تفان وإخلاص ومن هو الذي يغلق مكتبه في وجه مراجعيه وأصحاب الحاجات بلا خجل أو مروءة أو لا يؤديه بكل كسل وتضجر وملل وتقطيب جبين وشينة نفس فيثنون أو يذمون بغير ذلك فهم أي الناس شهود في أرضة فالمآثر الحميدة تدون في سير الرجال العظماء والكرماء وأصحاب الأخلاق العالية فيحكى الزمان مواقفهم الإنسانية وتنقل الروايات إلى الأجيال فتصف إنجازاتهم والجوانب الإيجابية في حياتهم وسيرتهم وستبقى مخلدة باقية من بعدهم فحينما يكون الوزير مخلصا في عملة متميزا بأخلاقه الإسلامية وبآدابه وشيمة العربية الأصيلة فإنه يملأ الدنيا إعجابا وتقديرا وعندما يترك ذلك بأشد الحاجة إلى الذي يؤدي عمله بكل أمانة ووفاء وإخلاص لدينه وبلاده وحكومته.
ذلك الأمر الذي حث عليه دين الإسلام الحنيف وأمر به قال تعالى في قصة موسى عليه السلام (إöن خيúر منö اسúتأúجرúت الúقوöي الúأمöين) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) وفي رواية (أن يتمه) وقال عليه الصلاة والسلام:(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالخادم راع ومسؤول عن مال سيده) وعنه صلى الله عليه وسلم قال:(خير الناس أنفعهم للناس).
ويخص الخالق عز وجل بعض خلقه بمقومات تجعلهم متميزين على غيرهم متفوقين على أقرانهم والرجال معادن فيصير من يكون كذلك ممن يحمل صفات النبل والأخلاق الإسلامية العظيمة كالذهب الذي لا يصدأ بل يزيده الصقل لمعانا وبريقا وحينما يكون الرجل مؤمنا بقولة واثقا بالله ثم من نفسه محبا لوطنه وحكومته وإخوانه ولا يضمر الحقد في صدره متواضعا سمحا لبقاء كريما في كل شيء متعاونا في فعل الخير وباذلا للمعروف مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر فإن ذلك لا يزيده إلا تألقا ورفعة وعزا وسيحتفظ الناس له بشمائله الطيبة وسيرته الحسنة وستخلد ذكراه في كل مجلس وحديث واسمه على كل لسان.
أسأل الله أن يحفظك أيها الرجال النادر المخلص في زمن التردي والسقوط وأن يطول عمرك وأن يسعدك ويحقق كل آمانيك وطموحاتك.. دمت في خير وعافية أيها المقيم في حدقات عيوننا ونبض قلوبنا وتعارج أوردتنا النابضة بحبك حتى الثمالة.

قد يعجبك ايضا