عوبل: التطرف والإرهاب لا يستهدفان إلا المفكرين والمثقفين
الثورة/ خليل المعلمي

أبلان: للثقافة دور محوري في مواجهة التطرف كونها المعنية بتوعية المجتمع وتعزيز قيم الحوار والتسامح
المشاركون يحملون الجهات الحكومية المختصة ومنظمات المجتمع المدني المسؤولية في مواجهة التطرف
نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أمس في بيت الثقافة بصنعاء ندوة ثقافية تحت عنوان “دور الثقافة في مواجهة التطرف” بمشاركة مجموعة من المفكرين والمثقفين والأدباء.
وفي الندوة أوضح الدكتور عبدالله عوبل منذوق وزير الثقافة أن التطرف والإرهاب لا يستهدفان إلا المفكرين والمثقفين وأصحاب الفكر التنويري وأصحاب مشاريع بناء دولة مدنية حديثة تحمي الحقوق والحريات وتطبق النظام والقانون ومن لهم تأثير في الساحة السياسية والثقافية.
مشيرا إلى أهمية هذه الندوة في الوقت الذي تعاني فيه بلادنا من شرور الإرهاب والقتل الجماعي وعمليات التقطع والاغتيالات للكوادر الداعية إلى الدولة المدنية الحديثة.
واستعرض عوبل جرائم التطرف والإرهاب منذ نهاية القرن الماضي وراح ضحيتهما أبرز رجالات اليمن وكوادرها التنويرية أمثال الدكتور الحريبي وجار الله عمر وجدبان وشرف الدين وأخيرا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.
وقال: إن هذا الوضع يستدعي وقفة مجتمعية جادة لمواجهة هذه الظاهرة التي تجتث كل جميل في هذا البلد.
وأضاف لقد كان على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الوقوف وقفة جادة تجاه هذه الظاهرة منذ بدايتها لكي لا نصل إلى ما وصلنا إليه في الوقت الحاضر.
من جهتها أكدت الشاعرة هدى أبلان نائب وزير الثقافة وأمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في كلمتها عن الاتحاد أن دور الثقافة في مواجهة التطرف هو دور محوري وهام كونها المعنية بتوعية المجتمع وتعزيز قيم الحوار والتسامح.
وقالت: إن هذه الندوة تمثل صرخة عالية في وجه ظاهرة من أسوأ الظواهر وأخطرها على مجتمعنا وتاريخنا ألا وهي ظاهرة التطرف التي تنبئ عن توجهات سلبية تمس المجتمع وعلاقاته القائمة على ثقافة التسامح والتعايش وما التطرف إلا الوجه السلبي لمعتقداتنا المشرقة مؤكدة استشعار من وزارة الثقافة واتحاد الأدباء بأهمية الثقافة في تغيير كثير من المفاهيم والقيم المغلوطة والسلبية.
وأشارت إبلان إلى أن التطرف قد لعب دورا سلبيا في تشويه الدين الإسلامي وتقديمه للعالم بعيدا عن روحه العالية وصفائه الإنساني واستطاع التطرف وما نجم عنه من ظواهر التخلف والإرهاب والعنف أن يسيء إلى تاريخنا الغني بمفردات المحبة والدعوة والجدل الحسن.
وتحدث في الندوة عدد من المفكرين والمثقفين وهم الدكتور عبدالكريم قاسم والأديب هشام علي ومجاهد اليتيم وكيلا وزارة الثقافة وأحمد ناجي أحمد وأنور البخيتي وسهير السمان وعبدالرحمن مراد ومنير طلال ومحمد العزاني ووداد البدوي أوضحوا خلال ذلك أن ظاهرة التطرف هي ظاهرة بشرية إنسانية وأن آليات إنتاج التطرف متشابهة في العالم أجمع وفي مختلف الديانات معتبرين أن وزارة الثقافة هي وزارة الدفاع عن المجتمع في مواجهة التطرف والإرهاب.
وأشاروا إلى أن حركات التطرف هي حركات سياسية بالدرجة الأساسية ولها ارتباط بالعجز والكسل الثقافي مؤكدين الحاجة إلى فكر نقدي في دراسة التراث.
واستعرض المشاركون الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية للتطرف الذي يعتبر عملية واسعة تبدأ بالتهديد ومن ثم بالاعتداء وتنتهي بالقتل والاعتداء على حياة الناس وعلى المؤسسات الحكومية والمنشآت الخدمية وتقدير خسائر التطرف والإرهاب في بلادنا بالملايين من الدولارات والمتمثلة في إصلاح الأضرار الناتجة عن ذلك إضافة إلى الخسائر البشرية الناتجة عن تعطل بعض هذه المنشآت الخدمية.
وحمل المشاركون الجهات الحكومية المختصة ومنظمات المجتمع المدني المسؤولية في مواجهة التطرف بكافة أشكاله من خلال الفعل الثقافي المنظم وتنمية الوعي الثقافي والتنويري لأعضاء هذه المنظمات ليقوموا بدورهم التوعوي وكذلك لأفراد المجتمع ككل.
وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات والنقاشات التي أكدت ضرورة مواجهة التطرف وحشد جميع الإمكانيات لتوضيح أخطارها على الفرد والمجتمع والوطن.