اشتي اقع ربúحú !!
عبدالرحمن بجاش
صاحبي طبيب متمكن من تخصصه , يعمل في مستشفى كبير, ويصادف كل يوم عشرات الحالات التي تجعله يضع معظم الوقت يده على خديه استغرابا للحالة النفسية العامة التي تنعكس نماذج منها من يدعي أنه (( الاه )) وآخر (( هتلر )) , وثالث ((يدهف)) صنعاء إلى تعز , فيأتي يشكو إليه أن جبل سماره أعاقه عن الوصول بها إلى مبتغاه , ورابع يأتي يشكو أن انفه طالت أكثر من اللازم فيترجاه أن يقصرها !! , ورابع يأتي فقط ليقول له من باب العيادة (( خراب العالم بسببك )) , الوحيد الذي لم يأت اليه من يقول له ما الذي يحدث وأمر تفسيره عجز أكبر ديوان قات في البلد على تحليل اسبابه ومراميه واين وجهته الاخيرة واين سيمر ¿¿¿ , كنت بالطبع وقد عدت من قريتي وفي جيبي مليون ملاحظة على مليون موضوع جمالي وفي المقابل منها ما يتعلق بالبيئة تحديدا , حيث اشكو مثلا من ان تلاميذ مدرسة قريتي لا يعرفون البيئة المحيطة بهم , ولا أحد يرصد التاريخ الشفوي من الف ذاكرة تتحرك على قدمين غادر بعضها والبعض الآخر في الطريق , قلت : للاسف الشبان يطاردون آخر ما تبقى من ((العقاب)) , والعقاب من الطيور الداجنة يتوحد بالبيئة إلى درجة ان صغاره حين يهربون امامك فيضيعون بأن يتكومون ويصيرون أشبه بالاحجار التي من حولهم فلا تراهم إلا حين تبتعد ويتحركون !! مثل مكونات كثيرة تتحول في لحظات الفعل إلى أحجار !! , قلت والرباح لم يعد لها وجود في قريتي , إذ لم اسمع تلك الجملة التي ونحن صغار إلى أن وصلنا إلى سن المراهقة سمعناها كثيرا (( رباح …رباح )) فتنطلق الكلاب من كل حدب وصوب تلاحقها قبل أن تعبث بزرع الزراع !! , كثير من مكونات البيئة غابت إما بفعل الانقراض , أو بفعل جهل الإنسان , برغم عودة الغابات إذا صح التعبير إلى التشكل بعد أن رفع الإنسان يده عن التحطيب بعد توفر الغاز في كل دكان !! , قال الطبيب صاحبي : اتى الي اليوم احدهم إلى العيادة فاتحا بابي طالبا مني : (( اشتي اقع ربح )) , قلت فورا : هذا رجل حكيم فاللحظة مناسبة جدا ……ومناسبة لنا أن نتحول إلى رباح ….