أين قريتي ¿¿
عبدالرحمن بجاش
كلما عدت إليها, احرص على زيارة قديمها, وقديمها دور, ومجارين, ومحاطب, وكريف, وصبول للعلف, وحياة كانت ذات مراحل مختلفة, متتابعة, حياة نشطة قدرها, بل وصنعها, وحافظ عليها رجال اعتجنوا بالتعب, فقد وضعوها في مآقي عيونهم, أرضا, وحيوانا, وماديات, وانظر الآن, سيتبين لم لمú اعد لزيارة قريتي القديمة حيث آثارنا تبعثرت, وتوزعت على كل ركن وزاوية وشحúجú !!!, حين تدلف إلى قريتي القديمة فتأتي من شمالها, فتذهب بنظرك مرة واحده خلال منظور جمالي إلى نهاية المسافة جنوبا, هناك دار العم قاسم ملاصق لدار اكبر هو دار الجد محمد نعمان, الذي انهار طابقه الأخير نتيجة هجرانه, وانهيار الجانب الخلفي منه كشهادة مرة على هجرة الناس إلى المدن على حساب الأرياف التي يعودون إليها الآن كلما تأزمت المدن ليجدوها أطلالا!!, من بداية القرية شمالا فتجد دار بجاش, على نفس الخط دار العم قاسم مهيوب رحمه الله, ثم دار الجد فقيه القرية جدنا علي نعمان, وفي الواجهة ذينكم الدارين من اشر ت إليهما مسبقا, أولا حين بنى أجدادنا حافظوا على المساحة الشحيحة حتى لا يتوسع أبناؤهم إلى الأرض الزراعية, فتوسعوا رأسيا, أي بنوا دورا, وفي كل دار في كل غرفة أسرة, وليس بيوتا تتو سع أفقيا الآن على حساب المساحة الصغيرة والأرض الزراعية, بنوا بالحجر الموحد, أمام أو بجانب كل دار مöجúرانة, ومöحúطابة, وعلى جدار دار جدي محمد عبدالله مرابط للثيران والحمير وبغال مر أصحابها ذات وقت ضيوفا على ديواننا وترى الطريق مستقيما من أسفلها إلى أعلى القرية حيث مسجدها, والديوان الذي أوقف له جد القرية أرضا ليعيش من يمر غريبا عليها, وبين الدارين الأساسيين الأعلى والجديد حياة متكاملة, هناك سقاية الماء, ومدفن الحبوب, وباب الحوش يغلق على ذلك العالم المصغر لما أتى بعده, الآن جاء من بنى وسط الطريق بيتا صغيرا وبالبلك الذي يشوه البيئة, ولا تجد من تعاتبه أو تنبهه, هو لن يستوعب, لكن تكون قد فعلت ما عليك !!, وأقصى ما يقوله يقول لك : باعني فلان وانا حر بحقي !!!, الآخر أمام الدارين في الواجهة بنى بالبلك فشوه المنظور العام, وقضى على المساحة التي كانت بمثابة العالم الفسيح لأهلها !!, والمجارين ضاعت معالمها !! ولم يعد في الصبول أي اثر لحياه ولا المجارين حوت ((الوجöيم)), حيث هربت الأحجار في كل اتجاه نتيجة جهل الإنسان !!, وبني مسجد آخر بتبرع فاعلة خير بالبلك الذي يقهر الروح, ما جعلني اعزف عن التقاط أية صورة لكل البلك المستحدث, وفي الأقرب أيضا يجري البناء أفقيا, ولا يستغل الإنسان سعة السماء, لأن لا احد يوجهه ,أو ينصحه ,أو يفرض عليه بالقانون, ككل شيء يتم الآن العبث بقريتي القديمة, ولا تدري لمن تشكو, ولا تدري أي مستقبل لقريتي, التي اكرر السؤال بشأنها : أين هي …متى تعود ¿¿!!!