لنبني وطن الجميع
عصام المطري


المرحلة الحرجة الحساسة التي تعيشها الأمة اليمنية الواحدة تفرض قدرا عاليا من التعاون بين أمشاج النسيج الاجتماعي الواحد وبين المكونات السياسية والاجتماعية من أجل تجاوزها وتبديد سحابات الأزمة السياسية المدوية المفتعلة فالوطن وطن الجميع ومهمة بنائه هي مسؤولية الجميع مهما كان هنالك تباين في المشارب السياسية واختلاف في التوجهات الثقافية والفكرية إذ يجب أن يتبلور هذا التعاون ويفضي بنا إلى استراتيجية ومشروع حضاري تقدمي على أن راهن الحال اليمني لا يبشر بخير مادام ثمة انقسامات شديدة في الصف الوطني إن تم تجاهلها فستلقي بنا إلى أتون حرب أهلية ضارية تأكل الأخضر واليابس حيث يستدعي ذلك تعقلا يجب أن تتمثله كافة القوى والمجاميع السياسية والاجتماعية عن طريق الكف عن التعبئة السياسية الخاطئة وإقصاء النزعات الحزبية وتهميش الشخصنة ومولداتها.
فلن نجانب الصواب إن قلنا أن الوطن غال غلاء الولد والأهل والعشيرة ما يفرض على شركاء العمل السياسي ان يرتقوا إلى مستوى الحدث ويصونوا ويحفظوا الوطن من خلال التوافق على بنائه واطراح نظرية العنف والإرهاب والالتزام بالمواثيق والعهود تغليبا للمصلحة الوطنية العليا للبلاد وعدم الانجرار إلى تكريس الفوضى أو تنفيذ الأجندات السياسية الخارجية النزاعات إلى تفتيت وتقسيم الوطن تحقيقا لإضعافه.
إن الواجب علينا يفرض سموا فوق الجراح ويدعو إلى عفو وتسامح يقود إلى مصالحة وطنية واسعة تحفظ لأي طرف من الأطراف السياسية المشاركة في اللعبة السياسية الوطنية هذا فضلا عن أنه يترتب على هذا العفو وذلك التسامح إعمالا شديدا لحق دماء اليمانيين مهما كانت الخطوب والمدلهمات ليصير دم الناس خطا أحمر لا يمكن تجاوزه بسفكه واهداره ما علاوة على حفظ مال وممتلكات الشخوص والهيئات والأحزاب حفاظا على الأمن والأمان وتأكيدا للاستقرار والسلم الوطني والاجتماعي.
وتأسيسا على ما سبق نستطيع القول أنه من الواجب علينا التحلي بالشفافية والوضوح وبتجسد الولاء والانتماء الوطني اثناء الخوض في المعالجات للقضايا الوطنية السيادية لننهض جميعا لبناء الوطن تكريسا لتفعيل مبدأ الشراكة الوطنية في السلطة والثروة هذا الوطن الذي هو على تخوم ومشارف كف عفريت حيث المصير المجهول الذي ينتظره إن لم نسارع في الاتفاق والتوافق على قواعد معينة وأسس محدده للبناء والإعمار الوطني الشامل تضمن بقاء الجميع في إطار الحدث السياسي والوطني الواحد مضيا في طريق التسوية السياسية العادلة واستكمال ما تبقى من المرحل الانتقالية بتنفيذ كامل وتام لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ويحضرني فيه هذه العجالة السريعة والخاطفة أن أحيي النفوس الصابرة والمصابرة في تجمع الإصلاح التي صبرت على الضيم والحيف والتعسف الذي لاقته من جماعة أنصار الله التي العنف والإرهاب من خلال مداهماتها الواسعة لمنازل القيادات الإصلاحية وما ترتب على تلك المداهمات من قتل وترويع ونهب عقب تموضعها في العاصمة صنعاء علما بأن ذلك الصبر وتلك المصابرة بهدف تجنيب البلد من الانزلاق في أتون حرب أهلية ضارية قد تأكل الأخضر واليابس حيث أشد على أيديهم بمواصلة الكفاح والنضال السياسي السلمي مهما حاول البعض جرهم إلى مستطيل العنف والإرهاب والمواجهات المسلحة الدامية فنحن أهل إيمان وحكمة كما أننا أرق أفئدة وألين قلوبا كما أخبر بذلك الصادق المصدوق نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإلى اللقاء.
