مرحى يا عراق

أ.د عمر عثمان العمودي

 - 


- العراق وحرب الخليج الأولى 1980-1988م:
فتح تنحي أو إبعاد أحمد حسن البكر عن السلطة والحكم في العراق المجال لصدام حسين ليكون القائد والحاكم الرسمي والفعلي للبلاد منذ عام 1978م وكان يمهد الطريق لنفسه طيلة السنو

– العراق وحرب الخليج الأولى 1980-1988م:
فتح تنحي أو إبعاد أحمد حسن البكر عن السلطة والحكم في العراق المجال لصدام حسين ليكون القائد والحاكم الرسمي والفعلي للبلاد منذ عام 1978م وكان يمهد الطريق لنفسه طيلة السنوات الأخيرة من حكم البكر ومضى صدام تجاه إحكام قبضته الحديدية على البلاد والعمل على تجاوز كافة التحديات الداخلية والخارجية ولم يمض سوى وقت قصير على حكمه في العراق حتى تفجرت أحداث الثورة الإسلامية الشيعية الشاملة في إيران بقيادة رجل الدين الشيعي الإمام الخميني في عام 1979م وقد أحدث نجاحها السريع وغير المتوقع لحكم الشاه محمد رضا بهلوي زلزالا مدويا في إيران ومنطقته, زلزالا سياسيا واجتماعيا وثقافيا كبير التأثير والأثر, وكان الخميني أول رجل دين إسلامي وفي التاريخ الإسلامي ينجح في إسقاط إمبراطورية بحجم دولة إيران وبنظامها السياسي ورموزه التي كانت تدعي المنعة والقوة لنفسها بما لديها من سلطات قابضة وعلاقات متينة ووطيدة مع العالم الغربي وأمريكا بوجه خاص باعتبار الشاه ونظامه السياسي كان يمثل الحارس السياسي والعسكري والأمني لهذه الدول في منطقة الخليج.
كانت المخاوف والمحاذير من نجاح ثورة إيران الإسلامية كبيرة من الغرب على مصالحه القومية ومن دول إقليمية وخليجية على مصالحها وعلى استقرار مجتمعاتها السياسية من احتمالات وصول المد الثوري الشيعي الإسلامي إليها.
كانت العراق ونظامها السياسي البعثي العلماني على رأس دول الخليج العربية المتخوفة من أثر وآثار هذه الثورة على مجتمعها السياسي الذي يمثل الشيعة فيه حوالي النصف ويرتبطون بإيران وشيعتها بوشائج شيعية كثيرة وقوية في مجال المذهب ومرجعياته العامة في النجف وكربلاء داخل العراق وفي قمم ومشهد داخل إيران.
بدأت بعض التوترات تثور وتشتد سياسيا بين النظامين السياسيين في العراق وإيران وفي مناطق الحدود السياسية غير المستقرة رغم محاولة تحديد أكثر مصالحها العامة بموجب معاهدة الجزائر عام1974م المبرمة بين البلدين.
التوترات تصاعدت وتزايدت بين البلدين على أساس سياسة الفعل ورد الفعل المتبادلة بينهما وبتغذية غير مباشرة من دول خارجية لها مصلحة في ذلك وكما يبدو فإن القيادة والزعامة العراقية توهمت أنها يمكن أن تستفيد من المساندة والدعم المادي والمعنوي والعسكري الإقليمي والدولي إذا تصدت لردع وتحجيم الطموحات السياسية والقومية الإيرانية وكان صدام حسين يسعى بدوره إلى بناء وبلورة زعامته لدول الخليج وعموم الدول العربية وأن يجعل من العراق الركيزة المحورية للسياسات العربية وللعمل العربي المشترك وخاصة بعد تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي أضحت في الوقت الحاضر تسمى بمجلس التعاون الإسلامية نتيجة لتوقيع معاهدة السلام (كامب ديفيد) بينها وبين إسرائيل التي عارضتها الدول العربية وأبعدت مصر عن العرب وأبعدت العرب عن مصر في ذلك الوقت¿
كيف قامت حرب الخليج الأولى الحرب العراقية الإيرانية(1980- 1988م)¿ ومن المسؤول الأول عن قيامها وتفجر أحداثها ووقائعها¿ وهل كان هناك من ضرورة حتمية لقيامها¿ ما دور العامل الخارجي فيها¿وهل كانت العراق وإيران أدوات للغير فيها¿ كيف سارت أحداثهاالعسكرية والسياسية¿ من خدع من ¿ ومن لعب بمن ¿ من الكاسب ومن الخاسر ¿ ومن المجني والمجني عليه ¿ وماهي الخواتيم إذا كنا نقول دائما العبرة بالخواتيم¿

قد يعجبك ايضا