لماذا فرط اليمن بمعرض صنعاء الدولي للكتاب هذا العام ¿¿

د/عبد الله الفضلي

 - 
يمثل معرض صنعاء الدولي للكتاب نافذة اليمن الأولى التي تطل منها كل عام على ثقافات العالم العربي والأجنبي من خلال الاشتراك السنوي والمشاركة في إقامة المعرض في نهاية سبتمبر وبداية

يمثل معرض صنعاء الدولي للكتاب نافذة اليمن الأولى التي تطل منها كل عام على ثقافات العالم العربي والأجنبي من خلال الاشتراك السنوي والمشاركة في إقامة المعرض في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر تزامنا مع احتفالات بلادنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة . ونحن نعترف أن المعرض قد واجه الكثير من الصعوبات والمشكلات والعثرات منذ عام 2011م المسمى مجازا بعام الربيش العربي . أما إلغاء المعرض وعدم إقامته في موعده لهذا العام فقد ربما كانت الأوضاع الأمنية وانعدام الأمن العام والأمان والاطمئنان كانت من أهم هذه الهواجس المزعجة التي أقلقت الناشرين المحليين والعرب عن المشاركة في المعرض وكان من المفترض على وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب أن تعلنا للجمهور اليمني من المثقفين والمهتمين أن معرض صنعاء الدولي لهذا العام قد تم تأجيله بسبب الأوضاع الأمنية والاختلالات التي تشهدها العاصمة صنعاء وعدم ضمان نجاح المعرض سواء على مستوى المشاركين المحليين أو المشاركين العرب والأجانب ولكن ذلك لم يحدث وظل معظم المثقفين والمهتمين وطلبة الجامعات منشغلين بالأحداث المحلية ونسوا أن هناك حدثا ثقافيا محليا قد تم نسيانه اسمه معرض صنعاء الدولي للكتاب .
إن صنعاء هي العاصمة الأولى للجمهورية اليمنية وهي العاصمة السياسية والدبلوماسية والمنظمات الدولية وهما العاصمة الثقافية والمركز التجاري والمراكز والأبحاث الاجتماعية للجمهورية اليمنية وهي أيضا عاصمة الفن والموسيقى والغناء والجمال ألم يقل أحد الشعراء (صنعاء حوت كل فن) . وكان من المفترض على القوى المتصارعة أن تجعل صنعاء بمنأى عن أي صراع مسلح وتصفية الحسابات في شوارعها وأحيائها وإقلاق السكينة العامة والخوف والهلع ومن ثم الفرار خارج العاصمة وخارج اليمن للبحث عن أماكن آمنة .
إن الكتاب والقراءة يا سادة يا كرام هما المضاد الحيوي الفعال لفيروس الجهل والتخلف وثقافة حمل البندقية . لقد ظلت العاصمة اليابانية طوكيو بعد خروجها من هزيمة الحرب العالمية الثانية هي عاصمة للثقافة والمعرفة الإنسانية وهنا يكمن سر تقدم اليابان المذهل في كل شيء كما أن الدول الصناعية الكبرى وما وصلت إليه من تقدم ومن إبهار علمي وحضاري ورقي وازدهار إلا بفضل استثماراتها في الإنسان , ولقد قيل أن الإنسان هو أثمن رأس مال , واستثماره هو أهم من أي استثمارات أخرى على الرغم أن المردود فيه قد يتأخر قليلا .
إن أهم استثمارات اليابان على الإطلاق هو استثمار الإنسان الياباني المبدع ومن خلال الثقافة والمعرفة وتطور التقنية والقراءة المستمرة وأصبحت اليابان من الدول الرائدة في إنتاج المعرفة وتعميمها على الشعب الياباني فالكل يقرأ ويطلع ويكتب ويبدع وينتج المعلومات وينشرها بشتى الوسائل التقنية المتطورة . وكذلك فعلت كوريا الجنوبية والصين التي أصبحت تطبع وتؤلف وتنشر مئات الآلاف من الكتب والمجلات ولا تدع المسافرين يستسلمون للكسل والنوم وهم على متن الطائرات أو القطارات إلا وتوفر لهم الكتب والمجلات والجرائد كي يقرأوا أثناء السفر لساعات طويلة وهذا ما يسمى الآن بمجتمع المعرفة .
استطلاع : 84% من الفرنسيين لا يتحملون وجود عالم بدون كتب :
كشف استطلاع للرأي الذي أجراه الباحثون في معهد أيبوس الفرنسي أن 84% من الفرنسيين لا يتخيلون وجود عالم بلا كتب وأن 55% يقولون إنهم لا يمكنهم أن يشعروا بالسعادة بدونه .
وأشار الاستطلاع إلى أن 1% فقط من القراء قد اختاروا ترك الكتاب الورقي والتحول إلى الكتاب الرقمي عبر الإنترنت خاصة بالنسبة للروايات الرومانسية مؤكدين أنهم ليس لديهم مانع من قراءة هذه الروايات على الإنترنت . ولذلك فإن إلغاء معرض صنعاء الدولي للكتاب لعام 2014م يعد نكسة ثقافية غير مبشرة بمستقبل واعد ومجتمع قارئ , قال أحد الفلاسفة الفرنسيين : أنا أقرأ إذا أنا موجود.
كما لا ننسى أن أول كلمة قد أنزلت على رسول العالمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانت اقرأ .

قد يعجبك ايضا