حافظوا على مكاسب ثورتكم!!

يحيى محمد العلفي

 - 
* كم من الدسائس والمؤامرات التي واجهتها ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م منذ انبلاجها قبل 52 عاما خلت حتى هذه اللحظة لكنها انتصرت بفضل الله سبحانه وتعالى وبع

* كم من الدسائس والمؤامرات التي واجهتها ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م منذ انبلاجها قبل 52 عاما خلت حتى هذه اللحظة لكنها انتصرت بفضل الله سبحانه وتعالى وبعزيمة وصمود الرجال الأوفياء من أبناء الشعب اليمني الذين أثبتوا شجاعة عالية وبطولات نادرة في الدفاع عن ثورتهم الخالدة ومبادئها السامية في مختلف معارك البطولة والفداء ابتداء من الحروب الضارية التي خاضوها في مواجهة الفلول الملكية الإمامية الرجعية الضالة على مدى الثماني السنوات الأولى لقيام الثورة والتي تكللت بالانتصار الرائع المبين في فك الحصار عن عاصمة اليمن الجمهوري الحديث صنعاء المجد والتاريخ الحضاري العريق وما عرف بحصار السبعين يوما وانتصرت إرادة الشعب اليمني وترسخت ثورته المجيدة وتحققت أهدافها الستة في صور منجزات ومشاريع تنموية وحضارية جديدة ابتدأت بالتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة نظام حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ثم بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها إلى رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وإنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف وكذا العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة وأخيرا احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
ولو تمعنا في المبادئ السامية والعظيمة التي تضمنتها هذه الأهداف لأدركنا بأننا اليوم وبعد هذا العمر الطويل من الثورة بأمس الحاجة لتجسيد حروفها وكلماتها على أرض الواقع ومن ثم المحافظة عليها من أية اختراقات أو محاولات للتشويه وتأكيد التزامنا بكل ما احتوته من مضامين إنسانية عظيمة وبدلا من كل هذه المعمعات والجعجعات التي نحن بصدد تخرصاتها وإيلائها جل اهتماماتنا وجهودنا وإمكانياتنا ما أحرانا لأن نكون عند حسن ظن حكمتنا اليمانية بأن نقتفي مآثر أجدادنا وأسلافنا من سبقونا في التغلب على المصاعب أوالظروف القاهرة وحققوا على أرض السعيدة حضارات لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلا نعم نقولها الآن ونحن نعيش حاليا أوضاعا وظروفا استثنائية حرجة بملء أفواهنا ما أحوجنا اليوم لأن نحافظ على مكاسب الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وأن نحتكم إلى العقل والمنطق وننبذ كل دوافع ونوازع العصبية والمذهبية والعقائدية والحزبية ونترك كل ما ترمي إليه هذه النوازع جانبا لأجل اليمن وسلامته وحريته وأمنه واستقراره وبمثلما تحققت ليمننا الحبيب في عهد الثورة والجمهورية منجزات ومكاسب كبيرة وبجهود وطاقات يمنية مائة بالمائة فإننا قادرون في عصر التغيير والانتقال السلمي للسلطة وبطريقة ديمقراطية حضارية فاقت الإعجاب والتصور على الصعيد الداخلي والخارجي لقادرون على المضي بمسيرة الثورة نحو آفاق المستقبل الأفضل والأجمل ومن ثم بناء الدولة اليمنية الاتحادية ذات السيادة القانونية على كامل أراضيها وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع اليمن.
وذلك لن يتأتى ما لم يحافظ اليمانيون على مختلف مستوياتهم ومشاربهم على مكاسب ومنجزات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية التي هي أغلى وأهم من كل المشاغل والدعوات المثارة هنا وهناك فيما تشهده البلاد هذه الأيام من اختلالات أمنية واقتصادية وسياسية تستهدف النيل من المكاسب العظيمة التي تحققت لليمن واليمنيين خلال السنوات الماضية من عمر الثورة الخالدة فهلا تعقل العقلاء وأدرك الحكماء من أبناء اليمن إلى ما يحاك ضدهم وضد بلادهم ما يستهدف التمزيق والشتات والتخاصم والخلاف..
ولا شك أن في هذا الشعب حكماء وعقلاء قادرين على حسم المواقف وتدارك الأمور قبل الانفجار فاليمن أمانة في أعناق الجميع.

قد يعجبك ايضا