مرحى يا عراق

أ.د عمر عثمان العمودي

 - 
العراق في العهد الإسلامي
رسالة الإسلام عامة لكل البشر ولكل الناس نور وهدى ومنهج لخير ومصلحة الإنسان في ال

العراق في العهد الإسلامي
رسالة الإسلام عامة لكل البشر ولكل الناس نور وهدى ومنهج لخير ومصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة والحكم الإسلامي يقوم على العدل والمساواة والشورى ويخضع لسيادة أحكام الشرع والشريعة على كل الناس, وإذا حدث شيء من خروج على النصوص فهو من صنع البشر وأهواء البشر ومن ظروف واقع الحياة التي تؤثر على الجوانب النظرية والدستورية أراد الناس أم لم يريدوا والتاريخ السياسي لكل الدول يؤكد هذه الفكرة وهذه المقولة.
العراق حررته مبادئ وتعاليم الإسلام من الحكم الفارسي المستبد بعد فتح الإسلام للعراق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتحرر كذلك مع العراق بلاد فارس بعد معركة نهاوند في قلب بلاد فارس في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وسقوط حكم الساسانيين نهائيا وإن ظلت بعض القوى والفئات الفارسية تناصب الدولة الإسلامية العداء السري لأسباب شهوية وقومية عنصرية فارسية مناهضة للعرب وخاصة في عهد الدولة الأموية التي كانت قوتها ترتكز على العرب والشوكة العربية.
العراق أصبح بعد الفتح الإسلامي من ركائز حيوية وقوة الدولة الإسلامية وهاجرت إليه أعداد كبيرة من قبائل الجزيرة العربية القحطانية والعدنانية وعاشوا وتوالدوا فيها إلى يومنا هذا وكانت البصرة والكوفة تعدان من أهم مراكز تجمع عناصر الجيوش الإسلامية في طريقها إلى شرق وجنوب إيران وفي اتجاه آسيا الوسطى, ولعبت العراق دورا كبيرا في الحراك السياسي والاجتماعي داخل الدولة الإسلامية وفي تفجر الفتنة التي أودت بحياة الخليفة الثالث عثمان بن عفان وعندما آل أمر الخلافة الإسلامية إلى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين نقل مقر حكمه إلى الكوفة وعاش في العراق حتى يوم استشهاده في نهاية ثلاثينيات النصف الأول من القرن الهجري الأول.
وشهدت العراق في موقعة كربلاء (موقعة الطف) استشهاد الحسين بن علي في عهد يزيد بن معاوية القصير المدى وكان استشهاده فاجعة للأمة الإسلامية, وكما يرى أكثر المؤرخين المسلمين فإنه كان مصيبا من الناحية الدينية وعلى خطأ كبير على مستوى الحسابات السياسية والمادية والعسكرية وظلت العراق واحدة من أهم ميادين التحدي للدولة الأموية وحكم الأمويين حتى قيام الثورة العباسية بدءا من خراسان في شرق بلاد فارس باسم الرضا من آل محمد ونجح ثوار العباسيين في وضع حد لوجود الدولة الأموية عام 132هجرية, وساعدهم على النجاح الضعف الذي وصلت إليه الدولة الأموية بسبب كثرة ما وجه إليها من ضربات خارجية ومن جراء صراعات القادة الأمويين أنفسهم على الحكم والسلطة والقوة وبعد وصول العباسيين إلى حكم الدولة الإسلامية تفردوا بالحكم على حساب أبناء عمومتهم العلويين ومارسوا ضدهم كل أنواع المطاردات والاضطهادات ونكلوا بهم أكثر مما حل بهم في عهد الأمويين.

قد يعجبك ايضا