كيف كان أحرار اليمن يفكرون¿

أحمد الأكوع

 - ليس هناك مقارنة بين وضع اليمن وأوضاع الدول العربية والدول المتقدمة وبالرغم من أن الثورة اليمنية دعت الشعب اليمني وعرفته بما له وما عليه إلا أنه بحاجة إلى مئات السنوات
ليس هناك مقارنة بين وضع اليمن وأوضاع الدول العربية والدول المتقدمة وبالرغم من أن الثورة اليمنية دعت الشعب اليمني وعرفته بما له وما عليه إلا أنه بحاجة إلى مئات السنوات حتى يكون شعبا حضاريا متقدما تقدما حقيقيا ومنذ عهد الأحرار الذين كانوا ينشدون شعبا متقدما وحضاريا قويا كما في هذه الأنشودة التي صاغها الأستاذ علي أحمد باكثير:
هذي شعوب العرب قد صحت
ونحن في نوم عميق
غايات سيرها توضحت
ولم يلح لنا الطريق
إلام نحيا كالرقيق
نرسف في القيد الوثيق
كفى كفى نوما كفى
اليوم يوم اليقظة
هذي بلادنا على شفا
فأين أين الحفظة
كفى بما كان عظة
لبيك نحن الحفظة
تحيا اليمن تحيا اليمن
وكان الأحرار قد وضعوا شعار العدالة الاجتماعية في وقت مبكر جدا وذلك إيمانا منهم بأن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق التقدم الإنساني وفي اليمن ومن خلال تقدم الإنسان في تعامله مع مواطنيه ومع الحياة فيتحقق بالتالي استعادة الكرامة للفرد اليمني وللبلد مكانته التاريخية بين الأمم ويقول الأستاذ محمد أحمد نعمان أن المناقشات بين الأحرار بدأت بسؤال وجهته وأنا في منفى حجة إلى مجموعة من المعتقلين السياسيين في سجن القاهرة ببلدة حجة وكان ذلك في أغسطس سنة 1953م والذي آثار ذلك السؤال عندي عاملان:
الأول: أني كنت قبيل هذه الفترة في صنعاء وهناك اتصل بي سيف الإسلام عبدالله بواسطة أحد أعوانه الذي أبلغني سخط الأمير على الأوضاع وأنه يهيئ نفسه للقيام بعملية ما ضد أخيه الإمام أحمد ويرغب في مقابلتي والتفاهم معي نيابة عن والدي الذي كان منفيا في حجه آنذاك وبالتحديد كان ذلك في أواخر يونيو 1952م بثلاثة أسابيع تقريبا وذهبت لزيارة السيف عبدالله في منزله منفردا ولم أخرج من مقابلته بأكثر من استشعاري لسعيه الحثيث للسلطة ولم أطمأن إليه بل قدرت أنه لو وجد هذه السلطة من أخيه أحمد فلن يبقى عنده أثر للسخط.
الثاني: أنني في زيارتي لصنعاء في تلك الفترة قرأت برنامج جبهة مصر الذي كان يدعو إليه المرحوم علي ماهر باشا قبل قيام الثورة وأبرز ما فيه هو الاهتمام بالقرية المصرية ودعم الموقف الداخلي للقدرة على بناء سياسة خارجية فلما جاءت ثورة 23 يوليو 1952م وكان أول ما نادت به من الشعارات هو القضاء على الإقطاع والانتصاف للفلاحين وتطهير الأوضاع الداخلية للقدرة على المواجهة فبعثت سؤالي إلى الزملاء الكبار في معتقل القاهرة ودارت المناقشة على النحو الذي يضمه هذا الكتيب.
شعر مرثاه شعب للزبيري
ما كنت أحسب أني سوف أبكيه
وأن شعري إلى الدنيا سينعيه
وأنني سوف أبقى بعد نكبته
حيا أمزق روحي في مراثيه
وأن من كنت أرجوهم لنجدته
يوم الكريهة كانوا من أعاديه
ألقوا بأبطاله في شر مهلكة
لأنهم حاولوا أغلى أمانيه.

قد يعجبك ايضا