حديث الإفك: من يفتري على المقالح¿
عبدالقادر صبري

حين تمر على جبل وتأخذ منه حصوة صغيرة فلا ينتابك أدنى قلق تجاه هذا الجبل وأنت ماض في طريقك وتفكر أنه سينهار ويتهاوى وتتهادى باقي حجارته بفعل غياب تلك الحصوة الصغيرة التي اصبحت الان بحوزتك.
ولكن ماذا لو فعلت العكس¿ ماذا لو رجمت ذلك الجبل بحصوة صغيرة¿! ماذا لو رجمته بحجرة أكبر من تلك الحصوة الصغيرة¿! ماذا لو رجمته بصخرة كبيرة¿!
لا تتعب نفسك فمهما كان هذا الحجر الذي رجمت به الجبل صغيرا أو كبيرا فلن يضره وكذلك لن يشكل أية إضافة إليه.
هذا ما تبادر إلى ذهني حين أرسل لي صديقي العزيز الذي كان يعمل سفيرا في السلك الديبلوماسي العريق لبلادنا والذي خدمها في أهم عواصم العالم طيلة أربعين عاما بمقال غريب عجيب.
مقال هجين كالنعجة “دوللي” التي حاولوا استنساخ انسان منها فبقيت نعجة مشوهة المعالم
المقال الخرافي الذي نسب زورا وبهتانا إلى قامة يمنية عالية الهامة راسخة في العلم كجبل غيمان هو الدكتور عبدالعزيز المقالح بدا منذ الوهلة الأولى اشبه بكلمة باطل أريد بها باطل.
وفي هذا المقال الذي ليس له عنوان ولا ملامح والذي يتخفى فيه كاتبه المجهول النكرة خلف شخصية المقالح يفترض أن يكون فيه خطابا تشريحيا موجها الى اللاحد يتناول فيه شخصية السيد عبدالملك الحوثي بأسلوب قادح في صيغة مدح! ولا عجب فهو خطاب كما اسلفنا هجين ممسوخ لا يشبه حتى النعجة دوللي.
المقال المزعوم مكتبوب بلغة تشبة لغة حشاشة رواية ثرثرة فوق النيل غير أنه ثرثرة تحت أقدام جبل غيمان الشامخ.
يقال على سبيل الدعابة إذا أردت أن تعذب أحولا فاطلب منه أن يصفق ستتخالف يداه في الهواء مرارا وسيحاول جاهدا أن تلتقي يداه وتصتفقا ولو لمرة واحدة
ولو تخيلنا انها “قرحت” معه مرة واحدة في ضربة حظ فسيشعر الأحول المسكين بالغبطة الشديدة والحبور وقد يقهقه من كل قلبه حتى يدوي المكان.
والآن ماذا لو كان هذا الاحول فاقدا للوعي تحت تأثير أي مسكر أو مخدر وضربت معه الصدفة مرة اخرى فصفق¿!
سيطير من الفرح.
والآن ماذا لو كان هذا الاحول الحشاش السكران وسط مجموعة من الحول بل المجانين الحشاشين على شاكلته ونحجوا في اثناء ثرثرتهم الفارغة في الامساك بطرف فكرة قد تبدو لهم وجيهة على تفاههتها¿
لا شك ان كل واحد منهم سيحاول أن يدلي بدلوه في هذا المعترك الفلسفي ليستعرض قدراته العقلية والفكرية وسيصفق ويضحك كالأبله كلما نجح في اضافة كلمة بلهاء الى الدلو حتى لو كانت كلمته فارغة جوفاء.
بهذا الوصف السيريالي ستجد ذاك المقال الممسوخ قابعا وسط صفحات “الفيسبوك والواتس اب” وربما تجد شرذمة من البلهاء والصفقاء يتداولونه بشغف وعن قصد ولكن ليس من بينهم مواطن يمني شريف واحد ولوكان بائع جرائد او طفلا متسولا منبوذا
فحتى اطفال الشوارع في اليمن يستطيعون بفطرتهم البريئة الجميلة ان يميزوا ان هذا المقال المكتوب بأكثر من لهجة والمليء بالأخطاء النحوية واللغوية والاملائية والفكرية والاسلوبية وغيرها لا يمكن ان يصدر من الاستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح اديبنا اليمني الكبير الذي هو حقا في نظرنا قامة شامخة كجبل غيمان الشاهق.
ترى بماذا كانوا يسكرون وهم يكتبون هذا الافتئات الرخيص وينسبونه إفكا وزورا وبهتانا إلى الدكتور المقالح طلما وعدوانا¿!
قال لي احد الاساتذة في علم النفس ان الغضب يسكر كذلك.
نعم ربما أن مجموعة الثرثارين الذين اشتركوا في كتابة ذلك المقال المشوه بالأحقاد كانوا واقعين تحت تأثير الغضب الشديد من السيد عبدالملك الحوثي فلعنوه على لسان المقالح ونسوا أنه يكاد يكون الرجل الوحيد في اليمن الذي تستحي منه الملائكة فهذا الملاك لم يؤذö نملة في حياته لا يستحق منا ان نراه يتعرض لهذه الهجمة البربرية لتشويه سمعته ونقف مكتوفي الايدي.
وهذا سبب آخر يجعل هذا الشعب اليمني الطيب لا يصدق ولا لوهلة واحدة ان الدكتور المقالح هو من كتب مثل هذا الكلام الفارغ.
واذا كنت لا اعرف كاتب او كتابة ذلك المقال الفطحل فأنا أعرف الدكتور عبدالعزيز المقالح الأديب والشاعر والمفكر والثائر والرائد اليمني الكبير حق المعرفة و أعرفه من خلال كتاباته التي تتلمذنا عليها وأعرفه شخصيا فلقد جمعني معه في بيته العامر عيش وملححتى أصبحت أعرف عنه الكثير الكثير وأهم ما أعرفه عنه أنه يعرف الكتابة ويجيدها
ويعرف الشعر ويجيده فلماذا يظهر لنا في كل نائبة وأخرى أحد ما ليكتب مقالا فارغا أو قصيدة جوفاء باسمه¿!
المقالح سيد المقالة والقصيدة في اليمن يكتبها جميلة ناصعة مرصعة بمياه الذهب تقرأ كتاباته وتتلذذ بها كأنك تشرب ماء زلالا سلسبيلا وتجدها كشجرة وارفة الظلال مزدانة الاثمار