رسالة للأخ الرئيس من أجل إعلام متوازن
أ.د. عبد الله أحمد الذيفاني
أ.د. عبد الله أحمد الذيفاني –
ما بعد 25 يناير 2014م هو أكثر أهمية من الفترة التي سبقته فالعبرة ليست في الجهد الكبير الذي أنتج وثيقة الحوار وحسب بل في استيعاب وترجمة ما جاء فيها.. فالمطلوب أن تتحول الوثيقة من وثيقة متحاورين إلى وثيقة شعبية تلتف حولها الجماهير وتصادق عليها وتترجمها في مسلكياتها وتحمي مضامينها وتسند مسارات الفعل المنبثق عنها وهذا يتطلب استراتيجية محكمة لتشكيل وعي منهجي ومنظم بها ومن ثم برامج وأنشطة منبثقة عن هذه الاستراتيجية تترجم بنزول حقيقي للتجمعات السكانية والدخول في حوار مسئول وموضوعي مع الناس وبما يحقق إجابات مقنعة عن كل مفردة في الوثيقة على اعتبار أن ما تضمنته الوثيقة سيتحول إلى نصوص دستورية وقانونية لا تكون لها قيمة إلا حين تكون معبرة بالجملة عن الجماهير العريضة.
إن الذين راهنوا على إفشال الحوار لن يتوقفوا عن مراهناتهم بعد نجاحه فهم يدركون جيدا أن مطبات كثيرة يمكن زراعتها على طريق الترجمة طريق الانتقال إلى الدولة المدنية التي عملوا عقودا على قتلها ورأو كل مؤشر يؤدي إلى التأسيس لها.. أنهم وما يقومون به يدافعون عن مصالحهم ويعتقدون واهمين أنهم قد يستطيعوا استرداد هذه المصالح وهم بذلك يعملون ضد حقائق التاريخ التي تقول أن ما سكب في التراب لا يعود إلى وعائه ثانية.
هذه المخرجات تتطلب خطابا إعلاميا متوازنا ومتزنا يجمع ويشد ويشوق ويشرح ويبين ويفصل ولا يتطلب خطابا إعلاميا يذكرنا بخطاب ما قبل التوافق يعمل على تكثير الخصوم وتجريم كل صاحب رأي أن ما بعد 25 يناير يتطلب حصافة في الطرح وبعدا عن الخطاب الإعلامي المقزز الذي يكيل التهم شرقا وغربا لكل صاحب رأي فأنا أتابع هذه الأيام خطاب القنوات الرسمية والقنوات المؤيدة للوثيقة وأسمع كلاما كبيرا يذكرني بخطاب الإعلام أيام النظام السابق الذي يعيش معنا نصفه اليوم والذي كان كما هو اليوم يخون ويجرم ويعتبر كل من يخالف خارج الإجماع وو…ورغم كل جهوده التي هدف منها تقويض جهود المناهض له وإضعاف صوته إلا أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية قامت وخرج الناس إلى الشارع وقالوا له ارحل..
نقول للقائمين على الإعلام اليوم لاتستبدلوا موقع علي عبد الله صالح بعبد ربه وتعتبروه حكيما ملهما وملöهما وصاحب الكرامات والشخص الذي لا يخطئ وأنه الرمز الذي أستطاع وأستطاع وأستطاع وأن من له رأيا أو موقفا مجانبا له بغض النظر عن نواياه فهو عميل وخائن ويعمل ضد مصلحة الوطن ويهدم الأمن ويدمر الاستقرار ويقوض بنيان الدولة التي ننشد.. وعليكم تسمية الأمور بمسمياتها دون تعميم فمن يمارس الخطيئة عليكم أن تشيروا إليه ولا تتركوا خطابكم ينسحب سلبا على كل صاحب رأي فيتحول إلى موقف لم يكن يفكر فيه ولا ينشده.
إن ما يقوم به الرئيس هادي منظور ولا داعي لتضخيمه والإساءة إليه لتحويله إلى دكتاتور فرد طاغية يقول فيطاع وعلى الجميع أن يدرك أن من سيخلد عبد ربه هي أعماله وليس ما يقوله الإعلام وعلى الذين ينهجون هذا النهج أن يراجعوا ما قالوه عن علي عبد الله صالح الرمز المشرق الملهم الحكيم باني اليمن باني حضارة اليمن الحديثة القائد المحنك الربان الماهروو…. وهم أنفسهم اليوم يقولون نفس القول للرئيس عبد ربه¿!
أيها الأخ الرئيس لا تجعل الإعلام يغرس فيك وهما وأنت تعمل على الأرض مع أطراف عديدين من أجل إحداث التحول وعليك أن تدرس قراراتك جيدا من خلال معلومات أكيدة وعمل علمي وفرق عمل تحلل وتستخلص مؤشرات حقيقية لا كما تريد أنت أو تريد قوى مستفيدة مما يحدث ولكن كما تريده المصلحة العليا للوطن لكي تكون قراراتك في المسار السليم وبما يؤدي إلى بسط هيمنة الدولة وفرض هيبتها على كل شبر في الوطن.
المرحلة أيها الأخ الرئيس تتطلب قرارات مدروسة وإدارة حكيمة خبيرة متخصصة تترجم القرارات وتحولها إلى واقع يحدث النهضة المأمولة في يمن جديد نريده جميعا قرارات لا ترتكز على المراضاة والمحاباة وكسب الأعوان بغض النظر عن الكفاءة والقدرة لا نريد قرارات تقوم على الثقة كما كان في العهد الرئاسي السابق ولكن تقوم على الاستحقاق والأهلية.
وفقكم الله وحماكم من الإعلام المضلل والمضل وألهم الإعلام السداد والرشد في خطاب رشيد لا يجرم ولا يخون ويصف الواقع ومتغيراته كما هي ويضع النقاط على الحروف دونما حاجة إلى تزييف بأي درجة أو مستوى ويقول للمسيء أساءت ولا يخاف في الله لومة لائم