(( نوافذ ))..بأي ذنب قتلت !!

عبدالرحمن بجاش


 - أنهيت كتابة موضوع عمود أمس الأول , نظرت إلى ساعة التليفون كان موعد الإفطار بعيدا , مررت بنظري عبر جدران كوخي , بتثاقل رحت أتفحص بعض العناوين , كانت يساري تتحسس
عبدالرحمن بجاش –

أنهيت كتابة موضوع عمود أمس الأول , نظرت إلى ساعة التليفون كان موعد الإفطار بعيدا , مررت بنظري عبر جدران كوخي , بتثاقل رحت أتفحص بعض العناوين , كانت يساري تتحسس الخانة الوسطى لتقف على كتاب كبير , بل هو مجلد , سحبته , لأجده مجلد (نوافذ ) ونوافذ مجلة وئدت مبكرا لا أدري لماذا !!! ذهبت أقلب الصفحات لأكتشف عالما مهنيا متميزا جرى وأده هو الآخر …أما لماذا ¿¿ ففي هذه البلاد فلا تسأل !! امض ولا تلتفت إلى الوراء .. في نفس الوقت اغمض عينيك وتقدم ..إلى أين ¿ أيضا لا تسأل !!! قاعدة عامة في هذه البلاد ( كلما ولد مولود مكتمل جاء من يدفن شبابه …لماذا ¿¿ لا تسأل أيضا !!, أبحر في بحر نوافذ ,,,بل والله في محيط …أصدافه ولآليه أقلاما ولا أجمل ….نصر …سعيد , نبيل ….مشرح …, لألتقي المرحوم القاضي عبدالسلام صبرة …..أعيد اكتشاف عمق عبدالملك الشيباني رحمه الله كمفكر وحامل قلم كان جميلا وعميقا ومتبصرا إلى حدانك تعشق اسم (هونكه) تلك المستشرقة الالمانية التي إنحازت إلى الفكر الإسلامي تقييما وتقديرا وخرجت مع قله من المستشرقين مباهية بالاسلام ( كأعظم دين ) …, في الإعداد ما حوى المجلد بين دفتيه , تلتقي راشد الغنوشي وحوار مطول أعمق ما تقرأ لسياسي واقعي ومفكر اسلامي قرا المشرق والمغرب وأستطاع ان ينجو بالسفينة التونسية التي وحدها تسير الآن نحو شاطئ الأمان , بينما تتعثر القوارب الأخرى لا تدري بعد أن اعترضها من اعترض في الوسط لا تدري أهي سائرة في نهر أم تمخر عباب البحر , يا الله ما أجمل قلم هذا ( اللعين ) محمود ياسين يكتب كأنه يمسك بتلابيب اعجابك بلهجته وما يقول ويتكلم كأنه يكتب , تدلف إلى عالم الشعر فتجد أحمد العواضي المبنى والمعنى , تكون قد سافرت مع السياسة مع نصر, وهناك الترابي كفكر اسلامي مستنير , وتلقى في طريقك قصائد عشق لصنعاء ينثرها المقالح , وفي أول منحنى يصافحك البردوني , لتلتفت إلى القريب البعيد تجد شيخ الحكمة محمد علي عثمان يرحب بك رجلا خص اليمن 364 يوما وخصص لتعز يوما واحدا كما قال رجلا آخر أحترم عثمان وأجله , عالم متنوع متدفق يجعلك تسأل فقط :بأي ذنب تم قتل النوافذ والحكم عليها بالنفي …لماذا نئد كل شيئ جميل في هذه البلاد وكأننا لا نستحق الحياة أصلا !! , فمقارنة واحدة بين ( نوافذ ) وجل ما نقرأ الآن …لا تجد ما تقارن به !! , وأعود إلى المجلد لأقرأ عن الانتخابات في اليمن يومها ومهما أختلفت مع من يكتب أو يقول رأيا… تحليلا , لكنك لا تملك إلا أن تحترم من حلل وكتب , أين قلم نبيل الصوفي ¿¿ أين عبدالفتاح البتول ¿¿ أينك يا عبدالله سعد ¿¿ أين صادق ناشر ¿¿ أين الصحفيين الحقيقيين وسط هذه العتمة ¿¿ أين عبدالفتاح الحكيمي ¿¿ أين عبده سالم ¿¿ أتمنى أن أرى الدنيا من خلال شاقوص أبدع الأقلام حسن عبدالوارث ¿¿ أين أنت يا صاحب البورزان ترى كيف نقصف القلم بجرة قلم !!!, يغيب محمد الغابري , يضيع محمد صدقة , يظهر الغباري ناقدا مهنيا حكيما , تقرأ تقييمه لعدد من نوافذ تضرب يدا بيد فقط لتسأل أين مجلة الوطن ¿¿ لتكتشف قواعد أحمد محمد عبدالغني …تشكيلة بديعة في نوافذ من أقصى الاتجاهات إلى أقصاها …ترانا لماذا لا نقبل بعضنا الآن !!, تتذكر الصحوة يوم أن كنا نقرأها من الصفحة إلى الصفحة !! , وتسأل أين الدغشي قلم مفكر لا يشق له غبار ..ها أنا أعيد قراءة ( أهل السنة والجماعة …أشكال في الفهم ..ام في المفهوم ¿ ) ,وتلتقي سامي غالب فتصافحه ويصافحك قلمه الجميل ….اين خالد سلمان يا قوم ¿¿ ورحم الله المشروع الذي غاب في منتصف الطريق حميد شحره , لقد أبحرت في مجلد أعداده من الرابع عشر إلى الحادي والعشرين , آثار في النفس شجون وأي شجون منها المهني … منها الإنساني .. منها ما يجعلك تضرب كفا بكف على اللبن الذي نسكبه دائما على قارعة الطريق ….أختم هذه التناولة فقط بالسؤال عن عبدالله المجاهد ¿¿ ….وأعود إلى المجلد من جديد..

قد يعجبك ايضا