التمرد في السرد النسـوي

ثابت المرامي


إتسعت دائرة الإستفهام عند المرأة الأنثى حول الوضع الذي وجدت نفسها في خضمه , فأتسع وعيها بنفسها كإنسان له دورة في الحياة مثلها مثل الرجل الذكر كشريك حياة بجميع قسماتها وإهتماماتها . وكونها نشأت في ثقافة هو سيدها وصانع لغتها والتي فرض عليها التموضع في إطار ما نصه لها , كونه رب هذه اللغه الذكورية التي وصل فيها حد القداسة في الخطاب الحسي والفكري معا . فأمنت بضعفها أمام ذكوريته وتركيبته الفسيولوجية . لكنها في نفس الوقت أمنت بذاتها المفكرة كإنسان وجد في الحياة ليس من قبيل المساواة به كقوة وسلطة , بل من قبيل التمايز الذي وضعتها الحياة فيه كونها النصف الثاني في الحياة البشريه التى تمايزا بها معا عن سائر الكائنات . فقامت بفك تللك الرموز الإستفهامية وأعادة إنتاجها ضمن سياق اللغه التي صنعتها الثقافه الذكورية , بقوانينها , ولغتها , فكان السرد والقص والكتابة أحد هويات هذه اللغه الذي إقتحمته المرأة فتميزت فيها كذات مبدعة مثله تماما , بل تفوقت عليه لتعلن صرختها وإستغاثتها عن هذه اللغه التي أحكمت القبضه عليها بل أن هذه اللغه وضعت ستار عليها كأغاني يتغنى بها وعن حبه لهذة الأنثى وعشقه لها وأنها الجانب الأبيض والوردي في حياته . وهذا الستار ليس إلا غطاء يكمل به سلطتة وجبروته الذكوري , فإستخدمت لغتة وثقافته وبنت به بناء لغوي فني يستنكر ويوضح ظالمية ما يقوم به الذكر على مستوى تصانيف الحياة الإجتماعيه والتي سميت بالأدب النسوي . بل تعدت هذا المسمى فتملكت اللغه ذاتها وصنعت منها سهاما وأحجارا تقذف وتوجه إليه كإدانة ونقد وإتهام لما تفعله ذكوريته تجاهها وتجاة الكون أجمع , فكان هذا ما تميزت به القاصه جليلة الأضرعي فقلبت السحر على الساحر . وبلغته , وثقافته , أفقدته المعاني الحسيه للذكورة كصفات, أمام المعاني الحسيه للرجوله والتي تعني الأمان السيرورة الحياة التشاركية . وبسرديه فنيه متميزة المبنى والمعنى أحرقته حد السواد في المعنى الوجودي في الحياة , جاعلتة أنوثة المرأة في قصصها الجانب الأبيض فيها . فحولت الإستغاثه والصراخ من مظلومية الذكر إلى إمتعاض وتجريد , كشفت به عن ممارساته الذكورية واضعتا نفسها في مقارنة وجودية تاريخية مع ذكورته , والذي يشهد لها التاريخ بورديتها وبياضها بينما يدينه التاريخ بسواد معاملته وإفتعالاته , والتي كانت المرأة دائما إحدى ضحاياة , إلى تلك المشاهد السياسية التي أنهت شعوب وسحقت من أجلها ألاف الأبرياء والأمم .. تدشن القاصة جليله الأضرعي صوت النقد والإدانه للسلطه الذكوريه منذ عتبة الغلاف وألوانه وعنوانه (شوارب) بـ 18 واقعه سرديه تتنوع قيمها الفنيه لكنها تتفق في رمزيتها عن ما يفعله الذكر . والتي تحمل في طياتها هذا المعنى بدءا من عتبة الغلاف ورمزيته من اللون الأحمروالذي يلفه السواد , وفي لغة الألوان يرمزالى الإنسان بصلفه وغرورة , يمثل القسوة والغضب والقتل والدمار , رمز الإستقلاب والإحتراق ويقود نحو الأسود الى الموت كما يقود الإحتراق نحو الرماد . الأحمر لون حار يمثل الجنسيه الذكوريه العنف الإثارة . والاسود الذي يمتزج داخل تجربة الذاكرة بالخوف والحداد .. واللون الأحمر الذي يلفه السواد يميل نفسيا الى ماهو مقموع والى ماهو مكبوت في اللاوعي .. تتوسط الأحمر .. كلمة شوارب والتي هي في الثقافه إستعارة عن القوة والغلبه والعظم والنبل تختص بالذكر تقترن بالعنفوان وهو مفهوم ذكوري محض ضد الأنوثه التي يرمز لها بالضفائر , كلمة شوارب والتي ينتهي حرفها الأخير بإنفجار دلالته الدمار واذا جمع مع اللون الأحمر يدل على عنفوان الجنس الذكوري وأنانيته المتسلطة , أعلى الغلاف إسم الكاتبة باللون الأبيض . واللون الأبيض هنا يكون عكس اللونين الأحمر والأسود . فهو السلام والهدوء الرحمه والعاطفه الجياشه الحب نحو الحياة والإنسانية هو العالم الوردي والجميل . وبهذا تعتبرعتبة الغلاف مهادا نظريا مناسبا للولوج الى المجموعة القصصية . كون رمزيته ترتبط إرتباط مباشر بالنصوص من الألون وعنوانه (شوارب) وبين مقصدية عنفوان الذكوره وما إكتسبته من معاني حسيه , وإفتعالاتها في الحياة كدمار وعنفوان وخراب ومتعه , لا تمت للإنسانية بصله . والقاصه هنا توظف المعنى الحسي للذكوره بثقافتها المسيطرة والمهيمنة في الحياة , والتي تدعمه لغة القوة والغلبه , وبكشف حقيقة هذه المعاني الذكوريه التي يتميز بها ويفتخر , بداية من قصة فحوله والتي تتصف بفحولة الذكر وجنسيته والتى تعطية الثقافه التي يتسيدها حق الإختيار والزواج والرأي الى ذبح القطه في اول ليله كما أخبروه بها أصدقاءة الى إحراقها بأجساد غيرها وحتى أخر عود ثقاب وهو يغني سر حبي فيك غامض . وهي الجانب الأخر في الحياة التي تكتفي بضعفها والنظر فقط . الى قصة رقص مع الأشباح التى حاولت أن تتفق مع جسدها وفساتينها بألوانها الزاهيه وعطورها وموسيقاها من أجل أن

قد يعجبك ايضا