من أجل اليمن.. شركاء لا أعداء

بقلم/ رئيس التحرير

 -  من حق اليمنيين جميعا أن ينعموا بالأمن والسلام والرفاه المعيشي ومن حقهم أن يعيشوا في وطن يتسع للجميع وينهض بسواعد وعقول الجميع من حقهم أن يودعوا عقودا طويلة من تاريخهم
من حق اليمنيين جميعا أن ينعموا بالأمن والسلام والرفاه المعيشي ومن حقهم أن يعيشوا في وطن يتسع للجميع وينهض بسواعد وعقول الجميع من حقهم أن يودعوا عقودا طويلة من تاريخهم المعاصر لطالما حفلت بالصراعات والاضطرابات وعدم الاستقرار ليبدأوا التأسيس لحقبة جديدة قائمة على العدل والمساواة وطبقا لمقررات مؤتمر الحوار الوطني وإجماع الإرادة الشعبية التي توافقت على ترك الماضي بكل تعقيداته بعيدا عن تطلعات الحاضر والمستقبل.
آن لليمنيين أن يجدوا مبتغاهم وأن يودعوا ثاراتهم وأحقادهم وأن يضعوا إحن التاريخ وعداواته وراء ظهورهم من أجل اليمن ومن أجل الأجيال القادمة وتلبية لما تفرضه عليهم أواصر الدين والدم والأرض والتاريخ والمصير الواحد وفي سبيل توحيد الجبهة الداخلية للوطن أمام مختلف التهديدات والتحديات التي تمر بها المنطقة والعالم.
إنها لحظة وطنية حاسمة ينبغي فيها التخلي عن خطابات التخوين والتهويل وإلقاء التهم جزافا على أجهزة الدولة ومؤسساتها الوطنية لحظة تحتم على كل الأطراف الوطنية أن تحسن فيها النوايا وأن تعضد بأقوالها وأفعالها الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي على شتى الأصعدة في سبيل تنفيذ مخرجات الحوار والتأسيس لليمن الجديد الذي يتسع لكل أبنائه في ظل دولة وطنية قوية أساسها العدل وأسمى مرتكزاتها إنفاذ القانون.
بكل صدق يجب أن تكون كل القوى قادرة على الاعتراف ببعضها وبحق الجميع في المساهمة البناءة في رسم مستقبل اليمن على أسس وطنية خالية من أمراض المذهبية والمناطقية والحزبية والفئوية لأن الشواهد الماثلة أمامنا في بعض الأقطار العربية والإسلامية تدعو للخوف والقلق وتفرض على الأطراف الوطنية أن تتصدى لأي محاولات تسعى لجر اليمن إلى سيناريوهات القتل والدمار والفرقة والتناحر.
هي أسابيع قليلة فقط تفصل البلاد عن الانتهاء من كتابة الدستور الجديد تمهيدا للاستفتاء عليه والبدء في تطبيق نموذج الدولة الاتحادية الذي سيكفل أكبر قدر من الشراكة في بناء الوطن والتخلص من المركزية الحادة في إدارة الدولة التي تسببت في ما مضى في الكثير من المشكلات التي تفاقمت وأوصلت اليمن إلى طرق مسدودة.
إن اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد واحدة من أصعب اللحظات التي تحتاج اصطفافا وطنيا وإرادة وإخلاصا من كل القوى بغية تجاوزها بأمان وذلك يتطلب قبل كل شيء إيمانا أكيدا بأن امتلاك السلاح واستخدامه طبقا للقانون هو حق حصري للدولة وأن أسلوب العنف ولغة القوة واللجوء إليهما لن يؤديا إلى نجاح أي طرف أو انتصاره بقدر ما سيفاقم من مشكلات البلاد ويضاعف من الكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد.
لقد شهد اليمن ولأول مرة حوارا وطنيا شاملا شكل تجربة فريدة في المنطقة ومن العبث والجنون ألا تنصاع كل الأطراف لمخرجاته التي أجمعت عليها المكونات الوطنية وشهد عليها المجتمع الدولي باعتبارها خيار العقل وحصيلة التوافق وعن طريق تنفيذها فقط يمكن أن يتجاوز الوطن عثرته الراهنة باتجاه المستقبل المنشود.
لم يعد في وسع ملايين اليمنيين أن ينتظروا أكثر مما انتظروه حتى الآن ولا أن يحتملوا أكثر مما احتملوه من معاناة وخوف وفاقة خاصة في ظل المؤشرات الاقتصادية الراهنة وعجز الموارد المالية عن تلبية احتياجات البلاد وهو ما يستلزم من الجميع استشعار المسؤولية والجنوح للسلم والدفع بمؤسسات الدولة للتغلب على مشكلات الإرهاب والفساد وقصور الخدمات.
ولا بأس أن ندعو في هذا المقام كل من يراهنون فقط على أنانيتهم ومصالحهم إلى أن يتعظوا من دروس التاريخ وأن يراجعوا مواقفهم ويعرفوا أن سياسة القهر والغلبة والاستقواء على الخصوم لم تعد مقبولة في قاموس الشعب اليمني وأن المخرج الآمن الوحيد للبلاد يتمثل في الاحتكام إلى منطق المصلحة الوطنية العليا والقبول بالآخر والتعايش معه وفق قاعدة “شركاء لا أعداء واليمن يتسع لكل اليمنيين”.

قد يعجبك ايضا