متابعة الحمل.. وفرص تحسين الأوضاع الصحية للأمهات

الثورة


ليس في رمضان ما يبرر تخلف بعض الحوامل عن زيارات متابعة الحمل في المرفق الصحي.
إذ يصعب التنبؤ سلفا بحالة كل حمل قادت به الأقدار إلى دروب الخطر والمعاناة المؤثرة سلبا على صحة الأم أو جنينها إلا أن من الممكن تقليل هذا الاحتمال إذا توافرت للحامل رعاية صحية فاعلة .
بدورها تحدثت الدكتورة/فاطمة إسماعيل الأكوع- اختصاصية أمراض النساء والولادة عن هذه القضية موضحة الإجراءات والتدخلات الملائمة بما يضمن سلامة الأم وحملها ووليدها:
هناك من لا ترى ضرورة في زيارات الحامل للمرفق الصحي المقدم لخدمات الأمومة في شهر رمضان المبارك وهذا خطأ وإن بدا الحمل عاديا لا مشكلة فيه لأن عيادات رعاية الحوامل ما وجدت إلا لخدمة الأم وحملها.
ولا يجدر بالحامل التخلي عن هذه الخدمة الضرورية أو أن تخاف أو تقلق. فكلما كانت المراجعة باكرة في أول الحمل كان هذا الأفضل والأسلم لها ولجنينها ويتيح الكشف عن أي مشكلة صغيرة أو كبيرة تعترض الحمل أو الولادة وعلى رأسها المخاطر المرافقة للحمل وذلك قبل أن تستفحل ويصعب علاجها بحيث لا تشكل- لاحقا – أي تهديد أي أنها تكفل وتتيح التدخل المناسب في الوقت المناسب وبشكل ناجح طالما لم يكن هناك تأخير للمرأة الحامل في الإحالة إلى المرفق الصحي أو المستشفى متى شعرت بمشكلة.
كما أنه يساعد أيضا على تحديد المكان الملائم للولادة بحسب ما تقتضيه الحاجة وظروف الحمل وتهيء الحامل نفسيا وتؤمن ما يخفف عنها وطأة الحمل ومتاعبه من خلال تزويدها بالإرشادات العملية والنصائح الغذائية ومدها بخدمة المشورة وما إلى ذلك من فوائد إيجابية للأم وجنينها.
إذن كل ما عليها زيارة المرفق الصحي المؤمن لهذه الخدمات واتباع ما يملى عليها من نصائح وإرشادات من قبل مقدم الخدمة (الطبيب أو الطبيبة) ومجموع هذه الزيارات للمرفق الصحي يجب أن لا تقل عن أربع زيارات موزعة على فترات الحمل.
بيد أن من الأفضل أن تكون بمعدل زيارة واحدة شهريا خلال الستة الأشهر الأولى للحمل حتى إذا بدا حملها طبيعيا لا مشكلة فيه.
ففي الزيارة الأولى للحامل وموعدها حال اكتشاف الحمل- أي بداية الحمل- يلزم الأم الحامل تقديم معلومات وافية لمقدمة خدمة الرعاية الصحية حول التاريخ المرضي لعائلتها وحول وضعها الصحي العام وعدد مرات أحمالها السابقة.
يلي ذلك قياس وزن الحامل وطولها ومستوى ضغط الدم لديها ثم يطلب منها إجراء عدد من الفحوص المخبرية اللازمة كفحص خضاب الدم (الهيموجلوبين) للكشف عن فقر الدم مع فحص عام للبول وسكر الدم وداء القطط وفحص زمرة فصيلة الدم (RH).
ولن يكون خلال الزيارة الاكتفاء بهذا فحسب فهناك المشورة والتثقيف الصحي وتقييم الحالة الصحية للأم مع تقييم وضع الحمل ما إذا كان عاديا أو فيه مشكلة وتقديم التدابير العلاجية المناسبة.
ولعل ما يسترعي اهتماما أكبر ويفرض بالضرورة مراجعة المرأة الحامل للمرفق الصحي بشكل أكثر على غير العادة لما تتطلبه من مراقبة للحمل عن كثب على فترات قصيرة ومشورة وإرشادات صحية من نوع معين.. وجود أي من هذه الحالات :
– الحمل المبكر في سن أقل من عشرين عاما.
– الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين.
– وجود مرض مزمن مع الحمل مثل(ارتفاع ضغط الدم السكر فقر الدم الصرع أمراض القلب أمراض الكلى ) أو أية أمراض مزمنة أخرى.
– انسمام الحمل(ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل).
– الإجهاض المتكرر لأكثر من مرة.
– حمل التوائم. – ولادة طفل ميت في السابق. – ولادة سابقة بعملية قيصرية .
– عندما تكون الولادات السابقة أكثر من أربع ولادات.
– الإحساس بوضعية غير طبيعية للحمل أو الجنين. – الولادة المبكرة قبل اكتمال مدة الحمل.
– إصابة الحامل بنزف أثناء حمل سابق أو بعد ولادة سابقة.
– إنجاب أطفال دون الوزن الطبيعي أي أقل من ( 2.5كيلو جرام ) أو ذوي أحجام كبيرة(أكثر من 4كيلو جرامات).
انتقل بالحديث إلى مسألة تحصين الحامل ضد مرض الكزاز. إذ لابد من أن تحرص الأم على هذه المسألة كحرصها على حملها وأن تحصل على كامل الجرعات( خمس جرعات) في مواعيدها المقررة بما يؤمن لها وقاية وحماية مدى الحياة. حيث لا تعطى جميع هذه الجرعات وهي حامل وإنما جرعة واحدة تعطاها خلال الحمل لحمايتها تماما من الكزاز ولحماية وليدها منه بصفة مؤقتة من لحظة ولادته وحتى بلوغه من العمر شهرين كاملين.
وعليها الوثوق بهذا اللقاح وفاعليته وليس له مضاعفات أو آثار جانبية .
وتتوزع مواعيد هذه الجرعات كالتالي :
– الجرعة الأولى : للفتاة في سن الإنجاب وبالإمكان إعطاءها للمرأة الحامل أو غير الحامل كجرعة أولى .
– الجرعة الثانية: يت

قد يعجبك ايضا