حق الزوجة على زوجها

الشيخ/ نشأت الجواهري الشرقاوي

حكمة الله تعالى اقتضت بأن يخلق من كل شيء من هذا الكون زوجين اثنين . فهو القائل تبارك وتعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
والبشر وهو أعظم وأكرم مخلوق خلقه الله عز وجل دخل في هذا الإطار فجعل الله عز وجل الذكر والأنثى ومن حكمته تبارك وتعالى أنه لا غناء لأحدهما عن الآخر الرجل كان أم المرأة على السواء فكان لا بد من رباط يربط هذين الطرفين ببعضهما.
وفي الوقت ذاته يأمن كل واحد على نفسه مع الطرف الآخر حياة آمنة مستقرة تتوج بالحب والمودة والرحمة فبين الله عزوجل أولا أن الميثاق الذي تم بين الرجل والمرأة ميثاق غليظ لا تقل عراه بسهولة.
وجعل هذا الميثاق قائما ومبنيا على أساس من المودة والرحمة, وهو القائل سبحانه وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات يقوم يتفكرون” سورة الروم… ومن هذا الميثاق وهذا العقد بمجرد إتمامه جعل المولى تبارك وتعالى حقوقا وواجبات لكل من الزوجين عند صاحبه. وفي ثنايا هذه السطور نحاول إن شاء الله عز وجل أن نذكر بعضا من حقوق الزوجة على زوجها وخاصة إن الدين الإسلامي كفل لهذه المرأة الضعيفة حقوقها والتي اهملت هذه الحقوق وتلك الواجبات من بعض المجتمعات وسارت هذه الزوجة من البيت أما لمجرد المتعة وقضاء شهوة, أو في البيت خادمة تهمل حقوقها وتنسى واجباتها. ولكن عدل الإسلام وسماحة الإسلام.. ورحمة الإسلام وتكريم لها فهي الأم والزوجة والبنت والأخت.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت).
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال (أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله).
وتلك هي الحقوق التي تجب على الزوج لزوجتة.
أولا: أن توفى المرأة مهرها كاملا لقوله تبارك وتعالى (وأتوا النساء صدقاتهن نحلة ) سورة النساء, فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئا إلا بإذنها ورضاها (فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا).
ثانيا: الإنفاق عليها وهذه النفقة تشمل الطعام والكسوة والسكن والعلاج وغيره.
روى البخاري وغيره من حديث عائشة رضى الله عنها قالت: دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك من جناح¿ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك.
ثالثا: أن يتعاهد الرجل زوجته وأهله دائما بالنصح والإرشاد فالرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته كما أجد صلى الله عليه وسلم, وكما قال الله عز وجل (يا آيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”. سورة التحريم
رابعا: أن يغار الرجل على زوجته في دينها وعرضها فالغيرة من صفات الرجال وتمكن الغيرة من الرجل يبين كمال رجولته, وليس من الرجولة أيضا سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون مبررات أو أسباب. روى الإمام أحمد في المسند وأبو داود من حديث جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الغيرة غيرة يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة).
خامسا: وهذا الحق من أعظم حقوق المرأة وهو المعاشرة بالمعروف, ويتضح هذا في سلوك الرجل مع زوجته بحسن الخلق الذي يقتضي من خلاله أن يشعر الرجل زوجته بأهميتها وأن لها دورا في حياته وفي حياة أبنائه لا يقل أهمية عنه فيصغي لها إذا تكلمت ويثني عليها إذا أصابت الرأي ولا يذمها إن أخطأت بل يصوب لها خطأها, وعليه أيضا أن يمازح زوجته ويلاطفها ويترك لها الفرصة لتمزح وتمرح ويساندها في قضاء حوائج البيت كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم. فلما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع من أهله¿ فقالت: كان يكون في مهنة أهله, يعني في خدمة أهله ¿ وإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
الحديث رواه البخاري
هذا والله أعلم

عضو البعثة الأزهرية باليمن

قد يعجبك ايضا