يوسفي لا آسفي

فؤاد الحميري

 - واليمن تمر بسنينها العجاف  كمولود شرعي لأنظمة التأجيل والترحيل والتسويف والمماطلة والهروب . حري بنا أن نلتمس المخرج والمخرج بدلا من التساؤل عن المدخل والمدخöل .

واليمن تمر بسنينها العجاف كمولود شرعي لأنظمة التأجيل والترحيل والتسويف والمماطلة والهروب . حري بنا أن نلتمس المخرج والمخرج بدلا من التساؤل عن المدخل والمدخöل .
وإن كان لا يزال لدى بعضنا فسحة من الوقت والجهد ليجادلوا عن أخطاء الماضي وخطاياه فهم مدعوون الى أن ينفقوا نصف جهدهم وجهادهم في تحصين المستقبل إذ هو أجدى .
ولئن كان الواقع يزلزلنا بتحدياته فإنه يقدم لنا في طياته فرصا تتحدى زلازلنا فقط إن أمعنا النظر وأعملنا الفكر وتخلصنا من العقد التي لا زالت – للأسف – تجذبنا الى الوراء مع كل محاولة منا لاقتراف خطوة جريئة نحو الأمام .
إنها بالفعل سنين عجاف لكن من ورائها – ولا بد – « عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون « والبؤس الحقيقي في أن يكثر الموصفون للمرحلة والمشخصون لأمراضها دون أن نجد ( يوسفا ) واحدا يصدر نفسه للانتقال بالوضع من التأويل الى التفعيل . صادحا في أعقاب الفارين من تحمل المسئولية ومشيرا الى نفسه من بين غبار هروبهم أنú « اجعلني على خزائن الأرض « الفارغة لأملأها . بعد عقود جعل أهلها على الخزائن الملأى فأفرغوها .
معيدا تعريف المسئولية العامة كما ينبغي لها أن تعرف . منسلخا من التشريف الى التكليف ومن ( النصúب ) الى النصب .
إن معرفة الداء ليست دواء وإن كانت لازما من لاوازمه . ومعرفة الدواء ليست شفاء وإن كانت سببا من أسبابه . وكم هي الموسوعات الطبية التي تصف الأدواء والأدوية ولكنها تبقى ثقافة عامة ما لم تجد طبيبا حاذقا ينقلها من المسطور الى المنظور بعيدا عن التحديق الأبله في وجه المريض فضلا عن انتقاد معالجات الاطباء جهلا أو حقدا.
وتطفلا على قاموس المونديال فليس من الممكن أن نحقق ( البطولة ) الوطنية بالفرجة السلبية من خلف الشاشات نشتم المهاجم الفلاني ونوبخ المدافع العلاني ونلوم المدرب( الزعطاني ) ونشكك في الحكم (الفلتاني ) في لحظة تنتفض فيها المدرجات لتصنع الفرق . ويأبى فيها الملعب إلا أن يصبح لاعبا يضاعف حظوظ أهله في الفوز . في إيجابية تصرخ فينا أنú هلموا فليس لكم سواكم . ولا معكم – بعد الله – إلاكم .
إنها لحظة تاريخية في حياة الشعب والوطن لا تقبل الاعتذار والتأسف . فضلا عن أن تجيز التذمر والتأفف .
باختصار يا سادة :
( يوسفي لا آسفي .. هو ما نحتاجه اليوم ).

قد يعجبك ايضا